لا يشمّ الرائحة فإنّه يدنى منه الحراق فإن كان كما يقول، و إلّا نحى
رأسه و دمعت عينه. و أمّا ما ادّعاه في عينه فإنّه يقابل بعينه عين الشمس فإن كان
كاذبا لم يتمالك حتى يغمض عينه، و إن كان صادقا بقيتا مفتوحتين. و أمّا ما ادّعاه
في لسانه فإنّه يضرب على لسانه بالإبرة فإن خرج الدم أحمر فقد كذب، و إن خرج أسود
فقد صدق[1].
قوله رحمه
اللّه: «و لو ذهب الكلام بقطع البعض ثمّ عاد قيل: يستعاد، لأنّه لو ذهب
لما عاد، و قيل:
لا، و
الأقرب الاستعادة إن علم انّ الذهاب أوّلا ليس بدائم، و إلّا فلا».
أقول: القولان
للشيخ رحمه اللّه فقال في المبسوط: يستعاد، لأنّه قال فيه: لأنّه لمّا نطق بعد أن
لم ينطق علمنا أنّ كلامه ما كان ذهب، إذ لو كان ذهب ما عاد[2].
و فصّل
المصنّف رحمه اللّه فقال: الأقرب الاستعادة إن علم انّ الذاهب أوّلا لم يكن دائما،
يعني لو علم أهل الخبرة انّ الذهاب لعارض غير دائم بل يعود ثمّ عاد استعيدت الدية،
و إلّا فلا، لأنّه هبة متجدّدة من اللّه تعالى بعد استحقاق المجني عليه لها.
[1]
تهذيب الأحكام: ب 22 في ديات الأعضاء. ح 86 ج 10 ص 268، وسائل الشيعة: ب 4 من
أبواب في ديات المنافع ح 1 ج 19 ص 279.