هم الغزاة، و هم على ضربين: هم المرابطون المترصّدون للقتال، فهؤلاء
يدفع إليهم من الزكاة، لأنّه يصرف إليهم أربعة أخماس الغنيمة. و الضرب الآخر: هم
أصحاب الصنائع إذا نشطوا غزوا ثمّ عادوا الى حرفهم، فهؤلاء لا يدفع إليهم من
الزكاة مع الغنى و الفقر، و هكذا الوصية[1].
و قال ابن
إدريس: يصرف ذلك في جميع مصالح المسلمين[2]، و هو الظاهر من
كلام الشيخ في الخلاف، لأنّه لمّا قال فيه: سبيل اللّٰه هم الغزاة قال: و في
أصحابنا من قال: إنّ سبيل اللّٰه يدخل فيه جميع مصالح المسلمين من بناء
القناطر و عمارة المساجد و المشاهد و الحجّ و العمرة و نفقة الحاج و الزوّار و غير
ذلك. دليلنا على هذا أخبار الطائفة، و أيضا فإنّ جميع ذلك طريق الى اللّٰه
تعالى[3].
[فروع]
[الأول]
قوله رحمه
اللّٰه: «و لو أوصى لعبده برقبته احتمل ضعيفا البطلان، و الصرف الى
التدبير».
أقول: وجه
البطلان انّ الموصى له يجب مغايرته للموصى به، و هاهنا الموصى له و به واحد.
و من كون
معنى التدبير ذلك، إذ هو عبارة عن زوال الملك عنه بعد الموت.