الحمد
للّٰه الذي أوضح لعباده سبل الرشاد، و هداهم الى طرق السداد، و لم يجعلهم
يهيمون في غياهب الجهالات و ظلم الشبهات، بل خلق لهم العقل ليتوصّلوا بنوره إلى
معرفة القضايا اليقينية، و بعث إليهم الرسل لبيان ما خفي عليهم من الأحكام
الشرعية، و نصب الأوصياء المعصومين لحفظ تلك الأحكام، بحيث يصل الشرع إلى كافّة
الأنام، و صلى اللّٰه على أشرف رسله و أنبيائه و أعظم من اصطفاه من أمنائه
محمد المصطفى و على المعصومين من عترته و خلفائه.
أمّا بعد،
فإنّ جماعة من طلّاب علم الفقه لمّا وقفوا على كتاب «قواعد الأحكام في معرفة
الحلال و الحرام» لشيخنا الامام السعيد العلّامة جمال الدين أبي منصور الحسن ابن
الشيخ الفقيه السعيد سديد الدين أبي المظفّر يوسف بن المطهّر الحلّي- قدّس
اللّٰه روحهما و نوّر ضريحهما- الذي فاق نظراءه من الكتب الفقهية، و لم
يناسبه غيره من المصنّفات الشرعية، وجدوا فيه مسائل مشكلة و نكات معضلة يحتاج
إدراكها إلى بحث و تدقيق، و كشفها الى شرح و تحقيق، فكرّروا عليّ السؤال