ذكر أدب العبد في قراءة
القرآن في الصلوات على سبيل الجملة في سائر الآيات
اعلم أن من
أدب العبد في تلاوته كلام مولاه الذي يعلم أنه يراه أن يكون ذاكرا لجلالته و أنه
في حضرته و يكون متشرفا و متلذذا باستماع محادثته و متأدبا مع عظمته فيتلو كلامه
المقدس بنية أنه نائب عن الله جل جلاله في قراءة كلامه و أن الله جل جلاله مقبل
عليه يستمع كلامه المقدس منه فلا يكن حالك عند تلك التلاوات دون حالك لو قرأت بعض
الكتب المصنفات على من صنفها ممن تريد التقرب إليه في قراءة تصنيفه عليه و أنت
محتاج في كل أمورك إليه فإنك تعلم أنك كنت تبذل جهدك في إحضار قلبك بغاية إمكانك و
تبالغ في تهذيب لسانك و تقبل عليه و على قراءة تصنيفه بجميع جنانك و بحفظ نفسك في
الحركات و السكنات فلا يكن الله جل جلاله عندك في قراءة كلامه دون صاحب المصنفات
فإنك إن جعلت الله جل جلاله دون هذه الحال كنت أقرب إلى الهلاك و استحقاق النكال و
اقتد بمن تذكر أنت و تدعى أنك مهتد بأنواره و مقتد بآثاره