و المعتمد
ما رواه عليّ بن جعفر عن أخيه الكاظم عليه السلام- إذا جهل المتمتّع الإحرام يوم
التروية بالحجّ حتّى رجع الى بلده ما حاله؟- قال: «إذا قضى المناسك كلّها فقد تمَّ
حجّه»[2]، و ما رواه جميل بن درّاج عن بعض أصحابنا عن أحدهما
عليهما السلام في رجل نسي الإحرام أو جهل و قد شهد المناسك كلّها و طاف و سعى،
قال: «تجزئه نيّته إذا كان قد نوى ذلك، و قد تمَّ حجّه و إن لم يهلّ»[3].
و اعلم أنّ
الرواية الأولى تدلّ على الصحّة بواسطة أنّ النسيان أدخل في العذر من الجهل و لو
نسي النيّة. و الثانية تدلّ على صحّة حجّ الناوي الناسي للتلبية، لأنّ الإهلال هو
رفع الصوت بالتلبية، قاله الهروي في الغريبين[4] و الجوهريّ
في الصحاح[5]، و هو المشهور من تفسير الفقهاء. و قد يراد به نفس
التلبية، و ربما أطلق أيضا على النيّة أو الدخول في الإحرام، لكن قرينة إيراد
النيّة تعطي أنّ المراد به التلبية. و على هذه الرواية يترجّح الفرق بين نسيان
النية و التلبية، و تظهر قوّة أنّها ليست ركنا.
قوله رحمه
الله: «و لو أحرم بحجّ التمتّع قبل التقصير ناسيا فلا شيء، و عامدا تبطل