و كان المسور بن مخرمة و
أبو هريرة و تلك الشيخة من أصحاب رسول الله ص يأتون مستترين و مقنعين[2] فيسمعون و
يبكون و قد شاهدنا بعض الأئمة ع نيح عليهم و بعضهم لم ينح عليهم فمن نيح عليه منهم
فلعظم رزئه لأن الله عز و جل لم يسو بأحد منهم أحدا من خلقه و هم أحق[3] بالبكاء و
النياحة عليهم على خلاف سائر الناس الذين لا ينبغي ذلك لهم و من لم ينح عليه منهم
فلأمرين إما بوصية منه كما ذكرناه عن جعفر بن محمد ع تواضعا لربه و استكانة إليه و
إما أن يكون الإمام بعده قد آثر الصبر على عظم[4] الرزيئة و تجرع مضض
الحزن رجاء عظيم ثواب الله عليه فلزم الصبر و ألزمه من سواه لما يكون من الغبطة و
السعادة في عقباه كما وعد الله عز و جل الصابرين على المصاب و قد ذكرنا من ذلك
طرفا في هذا الباب