منذ مائة و
خمسين عاما تجددت نهضة فاطمية قام بها رئيس الدعاية الفاطمية الإسماعيلية بالهند
العلامة المحقق «عبد على سيف الدين» الداعى المطلق الفاطمى، و أنشأ جامعة كبيرة فى
مدينة «سورت» على مراحل من مدينة «بمبائى» و هى المدينة التاريخية التى كانت مركزا
لشركة الهند الشرقية رسول الاستعمار الإنكليزي.
و قبل هذه
النهضة كان العلماء الفاطميون يلقون دروسهم على طلابهم فى حلقات خاصة، تعقد فى
منازلهم أو مساجد أحيائهم، و أصبحت هذه الجامعة بعد إنشائها ملتقى طلاب و أساتذة،
يشكلون أسرة جامعية تضم اليمانيين و الحضارمة و الهنود و غيرهم، و لعل هذه الجامعة
كانت أهم مؤسسة علمية لنشر اللغة العربية لنفس السبب الّذي بينته.
و كانت
الدراسة فى هذه الجامعة تتم على ثلاث مراحل: مرحلة العلم الظاهر، و تمثل
«الليسانس»، و مرحلة التأويل و هى تمثل «الماجستير»، و مرحلة الفلسفة أو الحقيقة و
هى تمثل «الدكتوراه».
و كان مؤسس
الجامعة يقوم نفسه بمهمة التدريس للأقسام العليا، و كان الجدّ السادس لزعيم
البوهرة الدينى الشهير الدكتور «ملا طاهر سيف الدين» و اسمه الداعى المطلق «طيب
زين الدين» ممن أتموا دراساتهم فى هذه الجامعة. و بهذه المناسبة أذكر أن جدى
التاسع الشهيد[1] السيد «نثار على» و هو من كبار علماء عصره التقى بمؤسس
الجامعة هذا، و كانت بينهما مناظرة انتهت إلى الإقناع بوجوب العمل على تحقيق
الوحدة الإسلامية و التقريب بين الفرق المسلمة. و اتجه الشهيد جدى إلى تحقيق
الوحدة المنشودة عمليّا فى أسرته، و فى أسر أصدقائه و أقربائه، بعقد صلات و
مصاهرات بينه و بين العائلات المتعددة المذاهب الإسلامية، تكاد تستكمل الفرق
الإسلامية الشهيرة كلها، و لهذا لا تجد غرابة إذا عرفت أن لى أقرباء يمثلون مختلف
هذه الفرق. و غير مسموح لغير الفاطميين بدخول هذه الجامعة
[1]
قد تولى زعامة المسلمين ضد أعداء الإسلام لعلمه، و لأنه كان محبوبا لدى جميع الفرق
فقد استشهد فى أحد الميادين و له ضريح يزار فى بلدة مباركفور بمديرية أعظم جره
(الهند).