مثل هذا مما لا يجوز أن يعنى بها جميع المؤمنين و قال و إيانا عنى
بذلك و قال فى بعضها و على صلى اللّه عليه و سلم أولنا و أفضلنا و أخيرنا بعد رسول
اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكان ذلك من قوله مما يؤيد ما ذكرناه من أن الأئمة هم
الذين عنى اللّه بقوله: «يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا» فيما يرتفع من حدود المؤمنين دونهم و أن اسم
الإيمان يجمعهم و إياهم و كذلك المعنيون صلى اللّه عليهم بكثير من القول فى القرآن
مما قد ادعته العامة لأنفسها مثل قوله عز و جل: «وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا
شُهَدٰاءَ عَلَى النّٰاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً»[1] و مثل قوله: «وَ تِلْكَ الْأَمْثٰالُ نَضْرِبُهٰا لِلنّٰاسِ
وَ مٰا يَعْقِلُهٰا إِلَّا الْعٰالِمُونَ»[2] و مثل قوله: «وَ أُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ» و مثل قوله تعالى: «إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا
الْأَمٰانٰاتِ إِلىٰ أَهْلِهٰا وَ إِذٰا حَكَمْتُمْ
بَيْنَ النّٰاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ»[3] و مثل قوله: إِنَّ فِي
ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ[4] و إِنَّ فِي
ذٰلِكَ لَذِكْرىٰ لِأُولِي الْأَلْبٰابِ» و
مثل قوله: وَ كُونُوا مَعَ الصّٰادِقِينَ و مثل قوله: «هُوَ
اجْتَبٰاكُمْ وَ مٰا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ»[5] و مثل قوله: «الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدٰاءُ» و
مثل قوله: «وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ» و مثل قوله:
«وَ
الرّٰاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» و مثل قوله: «ثُمَّ
أَوْرَثْنَا الْكِتٰابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنٰا مِنْ
عِبٰادِنٰا»[6] و مثل هذا كثير قد جاء بعضه فى كتاب الدعائم
و بعضه فى كتاب الرضاع فى الباطن و سيأتى كثير منه فيما تسمعون إن شاء اللّه جعلكم
اللّه ممن يعى من ذلك ما يسمع و يحظى به لديه و ينتفع و نفعكم بما تسمعون و جعلكم
لأنعمه من الشاكرين و صلى اللّه على محمد النبي و على آله الطيبين و سلم تسليما،
حسبنا اللّه و نعم الوكيل.
المجلس
الرابع من الجزء الأول فى تربية المؤمنين:
بسم اللّه
الرحمن الرحيم الحمد للّه ولى كل نعمة و صلى على محمد نبى الأمة و على الصفوة و
المصطفين من ذريته الأئمة.
و أما ما
جاء فى كتاب الدعائم من القول فى ذكر العلم و العلماء فالمراد بالعلم