responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأويل الدعائم نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 47

[الجزء الأول]

المجلس الأول من الجزء الأول: [فى باب الولاية]

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه مخرج الودق و مقدر الرزق، و خالق العباد فى بطون أمهاتهم خلقا من بعد خلق، و صلى اللّه على أفضل البرية محمد نبيه و الأئمة من ذريته الغرة [1] الهادية الزكية.

قد سمعتم أيها المؤمنون فيما تقدم كيف أنتم تنتقلون [2] حالا بعد حال فى حدود الدين كانتقالكم فى نشأة الخلق الظاهر و إن خلق الدين مثله فى الباطن لقول اللّه عز و جل: «ثُمَّ أَنْشَأْنٰاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبٰارَكَ اللّٰهُ أَحْسَنُ الْخٰالِقِينَ» [3] و قوله عز و جل:

«يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهٰاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ» [4].

تأويله فى الباطن ما قد سمعتم الأصل فيه أن الأمهات فى الباطن هم المستفيدون ممن فوقهم؛ المفيدون من دونهم، و بطونهم فى التأويل باطن العلم الّذي عندهم ينقلون فيه المستفيدين منهم حدّا بعد حد و ذلك خلق الدين و قوله تعالى فى ظلمات ثلاث يعنى فى الظاهر ما هو محيط بالجنين من ظلمة البطن و ظلمة الرحم و ظلمة المشيمة التى هو فيها قد أحاطت به و أحاط الرحم بها و البطن بالرحم و مثل الظلمات هاهنا فى الباطن مثل الستر و الكتمان إذ الليل مثله مثل الباطن و القائم به و ذلك قد يحيط به حدود ثلاثة: حد الإمام الّذي هو أصله الآتى به، و حد الحجة الّذي هو قد صار عن الإمام إليه و هو القائم به، و حد من يقيمه للمستفيدين دونه؛ و قد بدأكم ولى اللّه لما استجبتم لدعوته فأخذ عليكم ميثاقه و عهده و كنتم حينئذ فى التمثيل الباطن كالمولودين فى الظاهر بمثل ما يبتدأ به المولود فأول ذلك أن يختبر ما هو أذكر أم أنثى صحيح الجوارح أم فاسد شي‌ء منها و كذلك ينبغى للداعى إذا أخذ على المستجيب أن يختبر حاله هل هو ممن يصلح أن يكون مفيدا فذلك مثل الذكر أو مستفيدا فذلك مثل الأنثى لأن ذلك يعلم بما فيه من الحاسة و الذهن و التخلف و البلادة و إن‌


[1] العترة (فى س).

[2] تنقلون (فى ز).

[3] سورة المؤمنون: 14.

[4] سورة الزمر: 6.

نام کتاب : تأويل الدعائم نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست