على نبيه محمد صلى اللّه عليه و سلم و على الأئمة من ذريته و سلم
تسليما.
المجلس
الثانى من الجزء السادس: [فى ذكر صلاة العيدين]
بسم اللّه
الرحمن الرحيم الحمد للّه الّذي أعطى و أجزل فى عطائه و نعمه، و رضى الشكر على ذلك
عوضا من خلقه لفضله و كرمه، و صلى اللّه على أفضل أنبيائه و رسله، محمد نبيه، و
على الأئمة الهداة من نسله، و إن الّذي يتلو ما تقدم من البيان:
ذكر صلاة
العيدين: الأعياد ثلاثة فمنها الجمعة و قد تقدم ذكرها و تأويلها فى الباطن و
مثلها، ثم الفطر ثم الأضحى و قد ذكرنا أن مثل صلاة الجمعة مثل الدعوة إلى الأئمة
صلى اللّه عليهم و سلم و هى دعوة محمد صلى اللّه عليه و سلم لأنهم عليهم الصلاة و
السلام إلى دعوته يدعون، فصلاة الجمعة أمثال دعوات الأئمة المستورة من لدن على
أمير المؤمنين إلى المهدى صلى اللّه عليه و سلم، و الصيام مثل الكتمان و الستر و
الفطر مثل المهدى صلى اللّه عليه و سلم فإذا قام أظهر الدعوة المستورة من قبله و
أعلن بها و أقامها و أزال سترها و الكتمان عنها الّذي مثله مثل الصوم و كان قيامه
و إظهار دعوته سرور المؤمنين و كشف البلاء و المحنة عنهم كما قد كان ذلك بحمد
اللّه و مثل ذلك مثل سرور المفطرين بالفطر بعد الصوم و استبشارهم بالعيد و ذلك مثل
استبشار المؤمنين بالمهدى عليه الصلاة و السلام. و بين يوم الفطر و يوم الأضحى
سبعة و ستون يوما، و أيام التشريق بعد الأضحى ثلاثة أيام فذلك سبعون يوما؛ و هى
أيام الحج قال تعالى: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ» فقيل إنها
شوال و ذو القعدة و أيام الحج من ذى الحجة و مثل هذه الأيام فى التأويل الباطن مثل
الحدود التى يقيمها الأئمة عليهم الصلاة و السلام فيما بين المهدى و قائم القيامة
و مثله مثل عيد الأضحى و ذلك أن شوال تسعة و عشرون يوما يوم الفطر منها فيبقى منها
ثمانية و عشرون، و ذو القعدة ثلاثون يوما و تسعة أيام قبل يوم الأضحى من ذى الحجة
فذلك سبعة و ستون يوما و بعد يوم الأضحى ثلاثة أيام التشريق كما قال رسول اللّه
صلى اللّه عليه و سلم: أيام أكل و شرب و بعال و هى الأيام التى يستقر الحاج فيها
بمنى بعد فراغهم من الحج و عمله، و مثله مثل راحة المؤمنين بعد قائم القيامة و بعد
هلاك أعدائهم و سنذكر ذلك فى موضعه إن شاء اللّه.
فهذا جماع
القول فى تأويل باطن الأعياد.
و يتلو ذلك
ما جاء فى أول هذا الباب من كتاب الدعائم عن على صلى اللّه