اللّه عليه و سلم عن تقليب الحصا فى الصلاة و أن أصلي و أنا عاقص
رأسى من خلفى و أن أحتجم و أنا صائم و أن أخص يوم الجمعة بصوم، تأويل ذلك مع
إقامته فى الظاهر ألا يتشاغل أهل دعوة الحق كما تقدم القول بذلك بخلاف ما أمروا به
فيها عما أمروا به، و عقص الشعر فى التأويل مثله مثل قبض الظاهر، لأن الشعر كما تقدم
القول به مثله مثل الظاهر فليس ينبغى قبض شيء منه فى دعوة الحق بل يجب إرسال ذلك
و القول به على ما يؤثر فيها و إقامته مع إقامة الباطن.
و قوله: و
أن أحتجم و أنا صائم، فمثل الحجامة و هى إخراج الدم فى التأويل مثل المفاتحة بعلم
الباطن، و مثله مثل الدم و ما فسد منه فمثله مثل ما فسد من العلم لما تداخله من
الباطن كما يتداخل الدم الفاسد غيره فيفسده و يحيله، و لأن الحياة إنما تكون بالدم
كذلك حياة الدين إنما تكون بالعلم، و الصوم مثله مثل كتمان سر الدعوة المستورة من
دعوة الحق فلا ينبغى إطلاق القول به لمن استكتمه حتى يؤذن له فى ذلك.
و قوله و أن
أخص يوم الجمعة بصوم تأويله ألا يخص بستر سر الدعوة دعوة رسول اللّه صلى اللّه
عليه و سلم وحدها بل ذلك واجب فى دعوة كل إمام من بعده.
و يتلو ذلك
ما جاء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عن الصادق صلى اللّه عليه و سلم من
الرخصة فى عدد الآى فى الصلاة، و أنه قال ذلك من إحصاء القرآن، تأويله ذكر المحرم
من أهل دعوة الحق أولياء اللّه أئمته الذين هم آيات اللّه تعالى فيما بينه و بين
نفسه كما يعد كذلك المصلى فى ظاهر الصلاة الآى سرّا فى نفسه و لا ينبغى له أن يجهر
بالقول بذلك العدد. فافهموا أيها المؤمنون تأويل ما أنتم به متعبدون، و اعملوا
بتنزيل ذلك و تأويله و اعتقدوا ذلك و صدقوا به، أعانكم اللّه عليه و فتح لكم فيه،
و صلى اللّه على محمد نبيه و على الأئمة من ذريته و سلم تسليما.
المجلس
السابع من الجزء الخامس: [فى ذكر اللباس فى الصّلاة]
بسم اللّه
الرحمن الرحيم الحمد للّه الظاهر من غير اجتنان، و الباطن بلا استتار و لا اكتنان،
و صلى اللّه على محمد نبيه مبين البيان، و على الأئمة من ذريته أهل الطول و
الامتنان، ثم إن الّذي يتلو ما تقدم ذكره نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن
شدة التثاؤب[1] فى الصلاة، و ذلك منهى عنه فى ظاهر الصلاة، و التثاؤب
إنما يحدث عن