responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأويل الدعائم نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 279

أو أن يعبد أحد من دونه فإنما نصب أولياءه ليدلوا عباده على عبادته و لم يجعل لأحد منهم فى ذلك شركاء معه و من ذلك قوله «وَ لٰا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيٰاءَ» يعنى اتخاذهم أربابا و آلهة من دونه تعالى اللّه عن أن يكون معه إله أو أن يتخذ من دونه رب معبود.

فأما ولاية الحق بحسب ما جعلها اللّه فقد افترضها على عباده و بينها فى كتابه فقال:

«إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰاةَ» [1] يعنى إقامة ظاهرها للناس و باطنها و هى دعوة الحق، و يؤتون الزكاة يعنى قبضهم إياها من أهلها و إيتاءها من أوجب اللّه له أخذها و هم راكعون أى مطيعون للّه، فهؤلاء هم الأئمة صلى اللّه عليهم و سلم فإياكم أن تعدلوا بهم عن مقاماتهم التى أقامهم اللّه لها بقول المبطلين و تحريف تأويل الجاهلين، أعاذكم اللّه من ذلك أجمعين. و صلى اللّه على محمد النبي و على الأئمة من ذريته الطاهرين، و سلم تسليما. حسبنا اللّه و نعم الوكيل.

المجلس الخامس من الجزء الخامس: [فى ذكر الرغائب فى الدعاء]

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه الّذي لم يتقدمه وقت فيكون مقدما قبله، و لا له نهاية آخر فيبقى شي‌ء بعده، و صلى اللّه على محمد رسوله و عبده و على الأئمة الهادين من ولده، و بعد فإن الّذي يتلو ما تقدم من البيان ما جاء عن الصادق صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: فإذا رفعت رأسك من الركوع فقل سمع اللّه لمن حمده ثم تقول يعنى سرّا غير جهر ربنا لك الحمد، و كذلك يقول من خلف الإمام فى ظاهر الصلاة إذا قال سمع اللّه لمن حمده قالوا سرّا ربنا لك الحمد، إلا من يؤدى عن الإمام إذ كثر من يصلى خلفه و أقام منهم من يسمعهم عنه فإنه يجهر بذلك و بالتكبير و لا يجهر بالتسبيح، و تأويل ذلك هو أن من صار إلى دعوة الحق وجب عليه حمد اللّه على ما أصاره من فضله إليه و أطلعه من أمر أوليائه عليه فيأمر الداعى بذلك من دعاه و يخبرهم أن اللّه يسمع حمدهم و يطلع على اعتقادهم فى ذلك فإن كانوا قبلوه حق القبول و اغتبطوا به كما تجب الغبطة، و حمدوا اللّه على ما هداهم إليه منه فيحمدون اللّه كما أمرهم و يحمده عز و جل هو معهم على ما أولاه من الفضل، و إن أقامه مقام من يدعو إليه و ذلك قوله، و قولهم ربنا لك الحمد، و سيأتى ذكر تأويل الحمد و معناه فى الحقيقة فى موضعه إن شاء اللّه تعالى. و يقول ذلك من صلى وحده و هو كما ذكرنا مثل من تذكر من أهل دعوة الحق ما دعى إليه و أخذ عليه فيها و وعظ‌


[1] المائدة: 55.

نام کتاب : تأويل الدعائم نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست