أو أن يعبد أحد من دونه فإنما نصب أولياءه ليدلوا عباده على عبادته و
لم يجعل لأحد منهم فى ذلك شركاء معه و من ذلك قوله «وَ لٰا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيٰاءَ» يعنى اتخاذهم أربابا و آلهة من دونه تعالى اللّه عن أن يكون معه إله
أو أن يتخذ من دونه رب معبود.
فأما ولاية
الحق بحسب ما جعلها اللّه فقد افترضها على عباده و بينها فى كتابه فقال:
«إِنَّمٰا
وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلٰاةَ»[1] يعنى إقامة ظاهرها
للناس و باطنها و هى دعوة الحق، و يؤتون الزكاة يعنى قبضهم إياها من أهلها و
إيتاءها من أوجب اللّه له أخذها و هم راكعون أى مطيعون للّه، فهؤلاء هم الأئمة صلى
اللّه عليهم و سلم فإياكم أن تعدلوا بهم عن مقاماتهم التى أقامهم اللّه لها بقول
المبطلين و تحريف تأويل الجاهلين، أعاذكم اللّه من ذلك أجمعين. و صلى اللّه على
محمد النبي و على الأئمة من ذريته الطاهرين، و سلم تسليما. حسبنا اللّه و نعم
الوكيل.
المجلس
الخامس من الجزء الخامس: [فى ذكر الرغائب فى الدعاء]
بسم اللّه
الرحمن الرحيم الحمد للّه الّذي لم يتقدمه وقت فيكون مقدما قبله، و لا له نهاية
آخر فيبقى شيء بعده، و صلى اللّه على محمد رسوله و عبده و على الأئمة الهادين من
ولده، و بعد فإن الّذي يتلو ما تقدم من البيان ما جاء عن الصادق صلى اللّه عليه و
سلم أنه قال: فإذا رفعت رأسك من الركوع فقل سمع اللّه لمن حمده ثم تقول يعنى سرّا
غير جهر ربنا لك الحمد، و كذلك يقول من خلف الإمام فى ظاهر الصلاة إذا قال سمع
اللّه لمن حمده قالوا سرّا ربنا لك الحمد، إلا من يؤدى عن الإمام إذ كثر من يصلى
خلفه و أقام منهم من يسمعهم عنه فإنه يجهر بذلك و بالتكبير و لا يجهر بالتسبيح، و
تأويل ذلك هو أن من صار إلى دعوة الحق وجب عليه حمد اللّه على ما أصاره من فضله
إليه و أطلعه من أمر أوليائه عليه فيأمر الداعى بذلك من دعاه و يخبرهم أن اللّه
يسمع حمدهم و يطلع على اعتقادهم فى ذلك فإن كانوا قبلوه حق القبول و اغتبطوا به كما
تجب الغبطة، و حمدوا اللّه على ما هداهم إليه منه فيحمدون اللّه كما أمرهم و يحمده
عز و جل هو معهم على ما أولاه من الفضل، و إن أقامه مقام من يدعو إليه و ذلك قوله،
و قولهم ربنا لك الحمد، و سيأتى ذكر تأويل الحمد و معناه فى الحقيقة فى موضعه إن
شاء اللّه تعالى. و يقول ذلك من صلى وحده و هو كما ذكرنا مثل من تذكر من أهل دعوة
الحق ما دعى إليه و أخذ عليه فيها و وعظ