responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأويل الدعائم نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 268

و ذلك أن يقطع ما أوجبه اللّه لأحد منهم و يوجب للأخوة ما أوجبه اللّه له فيفرق فى ذلك الواجب بينهما و ذلك من قول اللّه تعالى «يَقْطَعُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ» [1] و قوله: لا نفرق بين أحد من رسله، و قوله: و يريدون أن يفرقوا بين اللّه و رسله و يقولون نؤمن ببعض و نكفر ببعض و من كفر بواحد من أنبياء اللّه و أوليائه أو جحد حقه خرج بذلك من الإيمان و الرخصة فى التفرقة بين القدمين فى الصلاة من علة، تأويله أن يفعل ذلك من أكره عليه و خاف على نفسه و قد قال تعالى «إِلّٰا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ» [2] و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم» تجاوز اللّه لأمتى عن الخطأ و النسيان و ما أكرهوا عليه».

و يتلو ذلك ما جاء عن الصادق صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: إذا كنت قائما فى الصلاة فلا تضع يدك اليمنى على اليسرى، و لا اليسرى على اليمنى، فإن ذلك تكفير أهل الكتاب، و لكن أرسلها إرسالا فإنه أحرى ألا تشتغل نفسك عن الصلاة، فهذه هى السنة فى ظاهر الصلاة فى قول الأئمة المهديين صلى اللّه عليهم و سلم أن يكون المصلى يرسل يديه إذا وقف فى الصلاة و لا يجعل أحدهما على الأخرى قبل صدره و قد قال بذلك أكثر العوام و تأويله ألا يستر المفاتح عن من يفاتحه ممن يجوز له مفاتحته حجة زمانه بإمامه و إمامه بحجته فيظهر له أحدهما و يكتم الآخر إذا كانا قد ظهرا لأهل دعوة الحق، و مثل اليد اليمنى فى التأويل مثل الإمام، و مثل اليسرى مثل الحجة فافهموا أيها المؤمنون أمثال ظاهر دينكم فى تأويل باطنه، فإنه ليس من ذلك شي‌ء صغر و لا كبر إلا و له ظاهر و باطن، و من ذلك قوله تعالى «وَ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ خَلَقْنٰا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» [3] فهمكم اللّه من ذلك ما تسمعون، و جعلكم بطاعته و ما يرضيه من العاملين. و صلى اللّه على محمد النبي و على الأئمة من ذريته الطاهرين و سلم تسليما.

المجلس الثالث من الجزء الخامس: [فى صفات الصّلاة و سننها]

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه الّذي لا تدركه لطائف الأفهام و لا يبلغ نوافذ الأوهام إلى إدراك كيفية إنشائها و حقيقة تركيب بعوضة برأها فى قلتهما و خفى صورتهما و لا ما برأ من الأفلاك الدائرات و الأرضين الساكنات و ذرأ بينهما من‌


[1] سورة البقرة: 27.

[2] سورة النحل: 106.

[3] سورة الذاريات: 49.

نام کتاب : تأويل الدعائم نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست