responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تأويل الدعائم نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 239

المجلس السابع من الجزء الرابع: [فى ذكر الإمامة]

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه الخالق البائن عن صفات المخلوقين، الإله المتعالى عن تحديد عباده المحدودين، و صلى اللّه على أفضل البرية أجمعين، محمد نبيه و الأئمة من ذريته الصفوة المهديين، و إن الّذي يتلو ما قد مضى من جملة القول فى ذكر الإمامة قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إمام القوم وافدهم إلى اللّه فقدموا فى صلاتكم أفضلكم».

و عن على صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: لا تقدموا سفهاءكم فى صلاتكم و لا على جنائزكم فإنهم وفدكم إلى ربكم، فهذا من الواجب فى ظاهر الصلاة ألا يؤم الناس فيها إلا أفاضلهم و كذلك هو فى باطن الأمر أنه لا يكون الإمام إلا أفضل أهل زمانه الّذي جعل كما ذكرنا الإمام فى الصلاة فى الظاهر مثلا له و كذلك لا ينبغى أن يقام لدعوة الحق إلا أفضل من يوجد ممن يصلح لذلك.

و قوله إنهم وفدكم إلى ربكم، تأويله أن الوفد فى اللغة جمع وافد، و هو الّذي يأتى الملك عن القوم، فكذلك الأئمة هم الذين يفدون إلى اللّه بأهل أزمانهم و هم الشهداء عليهم كما قال جل من قائل: «فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ» [1] و قال «وَ جِي‌ءَ بِالنَّبِيِّينَ وَ الشُّهَدٰاءِ»، و قال: «أُولٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدٰاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ» و كذلك الدعاة هم وفود أهل زمانهم إلى أئمتهم عندهم عليهم بأعمالهم التى طلعوا فيها عليهم.

و يتلو ذلك قول على صلى اللّه عليه و سلم: لا يؤم المريض الأصحاء إنما كان ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خاصة يعنى أنه مرض صلى اللّه عليه و سلم فصلى بالناس فى مرضه، و تأويل ذلك فى الباطن أن المرض فى الباطن الفساد فى الدين قال اللّه تعالى: «فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزٰادَهُمُ اللّٰهُ مَرَضاً» [2] فمن فسد دينه لم يجز له أن يؤم من كان صحيح الدين و كذلك لا يؤم فى الظاهر المريض الأصحاء لأن المريض لا يستطيع أن يصلى قائما و لا يقيم ما يجب إقامته من حدود الصلاة على‌


[1] سورة النساء: 41.

[2] سورة البقرة: 10.

نام کتاب : تأويل الدعائم نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست