كما قال اللّه تعالى: «هُوَ الَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَ النَّهٰارَ مُبْصِراً» و كذلك كانت الدعوة بعد على صلى اللّه عليه و سلم إلى أن قام المهدى
بالباطن محضا فى ستر و سكون بلا قيام و لا حركة و لا ظاهر إلا ما تؤدى به الفرائض
دون أن يقوم بذلك إمام يظهر نفسه للقيام به و يدعو الناس إليه و مثل ركعتى الفجر
مثل الدعوة التى كانت قبل المهدى صلى اللّه عليه و سلم و نسبت إليه فقيل ركعتا
الفجر لأنه كان صلى اللّه عليه و سلم مثل أحد ركعتيها و ذلك أنه كان حجة صاحب تلك
الدعوة و أظهر أمره فى آخر مدته و سلم الأمر إليه و أخبر أنه مهدى الأمة و ذلك بعد
أن كتم ذلك مدة فلذلك جاء أنها تصلى قبل الفجر و ذلك مثل كتمانه إياه و أنها تصلى
بعد طلوع الفجر و ذلك المستعمل و المأمور به كما جاء فى كتاب الدعائم لإظهاره إياه
فى دعوته و نصه عليه و إخباره بحاله و المعنى فى أن آخر وقت الفجر احمرار أفق
المغرب و ذلك يدل على طلوع الشمس و إن لم تظهر أن القائم من بعده كتم موته مدة
يسيرة و ذلك مثل لما بين احمرار أفق المغرب و طلوع الشمس و قد انقضت دعوته ثم أظهر
القائم بعده نفسه و نعاه إلى أهل دعوته و ذلك مثل طلوع الشمس، فاعقلوا الأمثال
أيها المؤمنون فإن اللّه تعالى يقول: «وَ تِلْكَ
الْأَمْثٰالُ نَضْرِبُهٰا لِلنّٰاسِ وَ مٰا
يَعْقِلُهٰا إِلَّا الْعٰالِمُونَ»[1] جعلكم اللّه ممن يعقلها و ينتفع بها و يقيم كما افترض
ظاهرها و باطنها صلى اللّه على محمد نبيه و على الأئمة من ذريته و سلم تسليما.
حسبنا اللّه و نعم الوكيل و نعم المولى و نعم النصير.
المجلس
العاشر من الجزء الثانى: [فى ذكر مواقيت الصلاة]
بسم اللّه
الرحمن الرحيم الحمد للّه الصادق فى ميعاده القائم بالقسط بين عباده و صلى اللّه
على هداة الأمة محمد نبيه و الصفوة من ذريته الأئمة.
ثم إن الّذي
يتلو ما قد تقدم من تأويل ما فى كتاب الدعائم قول أبى جعفر و أبى عبد اللّه صلى
اللّه عليه و سلم: لا تصل نافلة و عليك فريضة قد فاتتك حتى تؤدى الفريضة.
و قول أبى
جعفر صلى اللّه عليه و سلم: إن اللّه لا يقبل النوافل إلا بعد أداء الفرائض[2] فقال له
رجل فكيف ذلك جعلت فداك قال أ رأيت لو كان عليك يوم من شهر رمضان أ كان لك أن
تتطوع حتى تقضيه قال لا قال فكذلك الصلاة. تأويل ذلك أن الصلوات المفروضات أمثالها
أمثال النطقاء المفروضة طاعتهم. و التمسك بشرائعهم