بما يأخذه عليه، و القرآن مثله مثل الزمان لأن اللّه جمع فيه لأهل
ذلك الزمان جميع ما تعبدهم به و أمرهم باتباعه كما جمع ذلك فى القرآن الظاهر و أمر
باتباع ما فيه.
و قوله فإذا
أعرض أعرض اللّه عنه و وكله إلى الملك هو أن اللّه قد أمر أولياءه بالإعراض عمن
أعرض عنهم بعد البيان و الإبلاغ و ذلك قوله فأعرض عنهم و قوله:
فتول عنهم
فما أنت بملوم «و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين» فأولياؤه مع إعراضهم عمن أعرض
عنهم بعد البيان و الإبلاغ لا يدعون أن يذكروهم بالوسائط فيما بينهم و بين الذين
قد و كلوهم بهم و ملكوهم أمرهم و ذلك قوله صلى اللّه عليه و سلم: و وكله إلى
الملك، فافهموا فهمكم اللّه و بصركم و نفعكم بما تسمعون، و صلى اللّه على محمد
نبيه خاتم النبيين و على الأئمة من ذريته و سلم تسليما. و حسبنا اللّه و نعم
الوكيل.
المجلس
التاسع من الجزء الثالث: [فى ذكر مواقيت الصلاة]
بسم اللّه
الرحمن الرحيم الحمد للّه الّذي لا تراه النواظر و لا تحويه السرائر و صلى اللّه
على المنتخب[1] للبرية محمد نبيه و على الأئمة من ذريته الزكية. انقضى
فيما سمعتموه أيها المؤمنون من تأويل كتاب الدعائم ما جاء من الرغائب فى الصلاة و
يتلو ذلك.
ذكر مواقيت
الصّلاة: و مواقيت الصلاة فى الظاهر الأوقات التى تقام فيها من ساعات الليل و
النهار و مواقيت باطن الصلاة و هى دعوة الحق كذلك الأوقات التى تقام فيها هى
الأوقات التى يقيم فيها ولى كل زمان دعاته و من يقيمه لإقامة دعوته.
و الّذي جاء
فى ذلك فى أول هذا الباب من كتاب الدعائم قول الصادق صلى اللّه عليه و سلم: لكل
صلاة وقتان أول و آخر و أول الوقت أفضلهما و ليس لأحد أن يتخذ آخر الوقتين وقتا و
إنما جعل آخر الوقت للمريض و المعتل و لمن له عذر و أول الوقت رضوان اللّه و آخر
الوقت عفو اللّه، و إن الرجل ليصلى فى غير الوقت يعنى الآخر و إن ما فاته من الوقت
يعنى الأول خير له من أهله و ماله فالأمر فى ظاهر الصلاة على هذا ينبغى أن يبادر
إليها فتصلى فى أول وقتها و قد رخص فيها لمن له عذر أن يؤخر ذلك إلى آخر الوقت كما
جاء ذلك و باطن الصلاة كما ذكرنا دعوة الحق و أول وقتها الوقت الّذي ينصب فيه ولى
الزمان دعوته و يقيم لذلك دعاته أو يقوم هو لذلك بنفسه إلى أن يقيم من يرى أن
يقيمه آخر وقتها رفعه إياها إن هو رفعها