فى حين امتزاج من الضياء و الظلام كما ذكرنا من صلاة المغرب أنها
كذلك و أنها مثل آدم أول قائم بظاهر الدين و باطنه و كذلك المهدى و حجته عليه
الصلاة و السلام أول من يقوم و قد قاما كذلك بظاهر أمر الدين و باطنه بعد استتار
الأئمة و حيرة الأمة، و تأويل الجهر بالقراءة فى صلاة الليل و المخافتة بها فى
صلاة النهار إظهار التأويل لأهله فى دعوة الباطن و ستره فى دعوة الظاهر و الدلائل
و الشواهد و الأمثال فى هذه و غيره مما تسمعون من التأويل الباطن كثيرة، فمنها ما
يجرى العدد الكثير فى الحد الواحد لتكثر فيه الشواهد و الدلائل و منها ما لا يجرى
إلا فى حدود معلومة يحسب ترتيب الدين و كما ينبغى أن يكون فيه تربية المؤمنين،
فافهموا فهمكم اللّه و بصركم و نفعكم بما تسمعون و جعلكم لما أنعم به عليكم من
الشاكرين ليزيدكم قوة إلى قوتكم و نعمة إلى ما أنعم به عليكم و صلى اللّه على محمد
خاتم أنبيائه و على الأئمة من ذريته أوصيائه و سلم تسليما. حسبنا اللّه و نعم
الوكيل.
المجلس
السابع من الجزء الثالث: [فى ذكر الرغائب فى الصلاة]
بسم اللّه
الرحمن الرحيم الحمد للّه الّذي لا تحويه المشاهد و لا تدركه الشواهد و صلى اللّه
على صفوته من العالمين محمد نبيه و الأئمة من ذريته الطاهرين. يتلو ما قد تقدم مما
سمعتموه أيها المؤمنون من تأويل ما فى كتاب دعائم الإسلام:
ذكر الرغائب
فى الصّلاة و الحض عليها و الرغائب فى إتمامها و ما يرجى من ثوابها.
و من ذلك
قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نجوا أنفسكم و اعملوا و خير أعمالكم الصلاة،
و قال الصلاة قربان لكل تقى و قال لكل شيء وجه و وجه دينكم الصلاة و قال أوصيكم
بالصلاة التى هى عمود الدين و قوام الإسلام فلا تغافلوا عنها فالصلاة فى الباطن
كما ذكرنا دعوة أهل الحق و الصلاة فى الظاهر معروفة فخير الأعمال و ما فيه النجاة
إقامتها فى الظاهر دون الباطن و لا فى الباطن دون الظاهر و هى قربان لكل تقى كما
قال صلى اللّه عليه و سلم و بها يتقرب المتقون إلى اللّه و هى وجه دينهم لأنه لا
يقبل شيء منه إلا بها يتوجه العباد إلى ربهم و هى عمود الدين الّذي يقوم عليه و
قوام الإسلام كما قال صلى اللّه عليه و سلم.
و يتلو ذلك
قول أبى جعفر محمد بن على صلى اللّه عليه و سلم بلغ من لقيت من موالينا عنّا
السلام و قل لهم إنى لا أغنى عنكم من اللّه شيئا إلا بورع و اجتهاد فحافظوا