ذلك و عسى من اللّه إيجاب، و يكون النافلة كما جاء فى اللغة الأئمة
من ولد ولده عليه الصلاة و السلام أى يقيمون أيضا بذلك ثم قال له: «وَ قُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي
مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطٰاناً نَصِيراً»[1] فإدخاله مدخل صدق هو دخوله فى حمل ما
حمله من الأمانة و إخراجه مخرج صدق هو الخروج منه بإبلاغه إلى من أمر بالإبلاغ
إليه و تحميل وصيه ما أمر أن يحمله منه و السلطان النصير هو وصيه الّذي ينتصر به
على أعدائه و يقيم به سلطانه ففعل اللّه تعالى له ذلك كله بوصيه على صلى اللّه
عليه و سلم و الّذي نسق عليه ما تلوناه من القرآن و هو فى سورة بنى إسرائيل قوله: «وَ إِنْ كٰادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي
أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنٰا غَيْرَهُ وَ إِذاً
لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا وَ لَوْ لٰا أَنْ ثَبَّتْنٰاكَ لَقَدْ كِدْتَ
تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا»[2] و ذلك أنهم سألوه أن يستبدل بعلى صلى اللّه عليه و سلم غيره و من
ذلك أيضا قولهم الّذي حكاه اللّه تعالى عنهم: «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هٰذٰا أَوْ بَدِّلْهُ» ثم نسق ما تلوناه على ذلك و ما بعد الّذي تلوناه مما يقطع القول عما
نحن فيه إن استقصيناه و سوف نستقصى فى موضعه إن شاء اللّه تعالى. نفعكم اللّه معشر
الأولياء بما تسمعون و أعانكم من طاعته على ما ترجون، و صلى اللّه على محمد نبيه و
على الأئمة من ذريته و سلم تسليما.
حسبنا اللّه
و نعم الوكيل.
المجلس
السادس من الجزء الثالث: [فى ذكر الصلاة]
بسم اللّه
الرحمن الرحيم الحمد للّه الّذي جعل الحمد مفتاح كتابه و قول أهل الجنة إذ حلوا
محل ثوابه و صلى اللّه على محمد خاتم رسله و على الأئمة المصطفين من آله.
ثم إن الّذي
يتلو ما قد سمعتموه من تأويل الصلاة ما جاء فى كتاب دعائم الإسلام أن اللّه تعالى
افترض على نبيه خمسين صلاة فى اليوم و الليلة لما أسرى به إلى السماء و أنه سأل
التخفيف عن أمته فلم يزل يخفف عنهم حتى كانت خمس صلوات فى كلام طويل، تأويل ذلك ما
قد تقدم القول بذكره أن الصلوات الخمس مثل الدعوات الخمس من أولى العزم و أن مثلها
فى الجملة مثل الدعوة و دعوة أنبياء اللّه و أئمة دينه إليه جل ذكره على سنته التى
أقامها لهم و من ذلك قوله الّذي تلوناه: