بسم اللّه
الرحمن الرحيم الحمد للّه الّذي تعبد العباد بما به تعبدهم لغير حاجة منه إلى
عبادتهم، و أرسل إليهم الرسل لإرشادهم و هدايتهم، و صلى اللّه على محمد رسوله خاتم
رسله و على الأئمة الهداة بعده من نجله. قد سمعتم أيها المؤمنون من تأويل ظاهر علم
الدين مما قد كان أثبت لكم فى كتاب دعائم الإسلام تأويل هذه الدعائم و أمثالها فى
الباطن و تأويل الولاية التى هى أول الدعائم و تأويل الطهارة التى هى الدعامة
الثانية، و أنتم الآن تسمعون تأويل الصلاة التى هى الدعامة الثالثة فافهموا ما
تسمعون و عوه و احفظوه و اعملوا به فإنكم سوف تختبرون فيه و تسألون عنه فمن حفظ ما
سمع عمل به استحق ثوابه، و من نسى وضيع ما أودعه و ائتمن عليه كان حظه من ذكر ما
يصير إليه. جعلكم اللّه ممن يفوز بما أنعم به عليه و لا جعله عليكم حجة يوم حاجتكم
إليه.
ذكر الصلاة
و تأويلها فى الباطن و تأويل حدودها: الصلاة فى التأويل مثلها