فى الظاهر الذين وادوا آباءهم و قطع مودة من يودونه من المؤمنين و
الآباء فى الباطن هم المفيدون و مودتهم و مودة من يودونه من المؤمنين واجبة على من
أفادوه و قطعها منهى عنه، و وضع الأعين فى الحجرات منهى عنه فى الظاهر و الباطن و
ذلك أنه لا يجب و لا يحل للمرء أن ينظر إلى ما فى دور الناس بغير إذنهم و كذلك لا
ينظر المؤمن فيما منع منه و حجر عليه أن ينظر فيه من العلم حتى يأذن له فى ذلك
أهله، فافهموا أيها المؤمنون ما تعبدتم فى ظاهر دينكم و باطنه و أقيموا ذلك و حافظوا
عليه وفقكم اللّه لما يحبه و يرضيه، و صلى اللّه على محمد صلى اللّه عليه و سلم
نبيه و على الطيبين من آله و سلم تسليما، و حسبنا اللّه و نعم الوكيل و نعم المولى
و نعم النصير و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلى العظيم.
الجزء
الثالث من كتاب تربية المؤمن بتوقيف على باطن علم الدين.
[الجزء
الثالث]
المجلس
الأول من الجزء الثالث: [فى ذكر طهارات الجلود]
بسم اللّه
الرحمن الرّحيم الحمد للّه حمدا دائما متصلا لا ينفد كما لاتصال نعمائه يستحق كذلك
أن يحمد و صلى اللّه على الصفوة من بريته محمد نبيه و الأئمة من ذريته. يتصل بما قد
سمعتموه أيها المؤمنون من تأويل ما فى كتاب الدعائم:
ذكر طهارات
الجلود و العظام و الشعر و الصوف:
و تأويل ذلك
أن مثل الجلود و مثل الشعر و مثل الصوف مثل الظاهر و مثل العظام مثل الباطن و جملة
ما جاء من القول عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عن الأئمة من ذريته صلى
اللّه عليهم و سلم فى ذلك أن ما كان من ذلك من الحيوان الّذي يحل أكله فصوفه و
شعره إذا جز عنه و هو حي و غسل طاهر حلال لباسه و الصلاة فيه و عليه، و كذلك هو و
جلده و عظمه إذا ذبح فإن مات من غير ذكاة فجائز أن يستمتع بذلك منه و ينتفع به و
يلبس و لا تحل الصلاة فيه و لا عليه، و سبيله سبيل الثوب النجس يلبس و يتدثر به و
يتوضأ و لا يحل به الصلاة و لا عليه و كذلك جلد كل ما لا يحل أكله و صوفه و شعره و
عظمه سبيله سبيل ما يكون مثله من الميتة ينتفع به و لا يصلى فيه و لا عليه و يجرى
مجرى ذلك فى الطهارة و النجاسة ما يكون مما يحل و يحرم من العصب و الريش و كل شيء
منه و ما مس منه مما يحرم شيئا و هو رطب فعلق به منه أنجسه و وجب غسل ذلك و جملة
تأويل ذلك أن أمثال الحيوان الّذي يحل أكله أمثال أولياء اللّه و حدودهم و
المستجيبين من المؤمنين بهم و سيأتى بيان كل جنس من ذلك فى موضعه