مدة من الزمان و أباح نسخه لمن سأله إذ هو من ظاهر ما تعبدكم اللّه
به و أول ما ينبغى لكم أن تعلموه لتستعملوا ما فيه ثم رباكم مدة حولين بلطائف
الحكمة كرضاع الولد ثم كشف لكم عن باطن ظاهر ما تعبدكم اللّه به من ظاهر دينكم و
هو إن شاء اللّه تعالى يرقيكم مرقاة بعد أخرى على قدر الواجب لكم و من لم يعلم ما
علمه من ظاهر دينه فهو أحرى ألا يعلم باطنه و أنتم الآن متعبدون بالستر و الكتمان
لما فتح لكم من التأويل إلى أن يرتضى ولى اللّه منكم من يطلق له ذلك كما أخذ فى
ذلك عليهم عهد اللّه و ميثاقه فحافظوا ذلك من أنفسكم فهذا مثل قوله لا تخفض
الجارية حتى تبلغ سبع سنين و ذلك فى الباطن خفض المستجيب بعد أن يتجاوز هذه الحدود
السبعة و يطلع على باطن التنزيل ألا يرتفع من ذات نفسه إلى إذاعة شيء منه حتى
يؤذن له فى ذلك و يطلق، جعلكم اللّه ممن يرعى ما استرعاه و يحفظ ما استحفظه و يقوم
بفرضه و يؤدى أمانته، و صلى اللّه على أفضل بريته محمد صلى اللّه عليه و سلم نبيه
و على الأئمة من ذريته و سلم تسليما، حسبنا اللّه و نعم الوكيل.
المجلس
العاشر من الجزء الثانى: [فى ذكر التنظف]
بسم اللّه
الرحمن الرحيم الحمد للّه خالق ما خلق على غير مثال سبق و صلى اللّه على محمد نبيه
و الأئمة من ذريته، إن القلوب كما قال على بن أبى طالب صلى اللّه عليه و سلم أوعية
و خيرها أوعاها فاقبلوا بقلوبكم أيها المؤمنون لتعى بما تسمعون فإن الوعاء إذا
انكفأ لم يع شيئا و إن عظم و جفأ و قد سمعتم من تأويل ما فى كتاب الدعائم إلى ما
يتلوه من الكلام:
ما جاء عن
رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال ليأخذ أحدكم من شعر صدغيه و من عارضى
لحيته و رجلوا اللحى و احلقوا شعر القفا و احفوا الشوارب و اعفوا البال و قلموا
الأظفار و لا تشبهوا بأهل الكتاب و لا يطيلن أحدكم شاربه و لا عانته و لا شعر
جناحيه فإن الشيطان يتخذها مجاثم[1] يستتر بها و من كان
يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يترك عانته فوق أربعين يوما.
و عن على
صلى اللّه عليه و سلم أنه قال خذوا من شعر الصدغين و من عارضى اللحية و ما جاور العنفقة
من مقدمها.
و عن أبى
جعفر محمد بن على صلى اللّه عليه و سلم أنه قال أحفوا الشوارب فإن بنى أمية لا
تحفى شواربها فظاهر ذلك كله من السنة و طهارة الفطرة و من النظافة