نام کتاب : الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان نویسنده : السيد بن طاووس جلد : 1 صفحه : 58
جل جلاله يطبخه بحرارة المعدة و بقدرته حتى يصير صالحا لتفريقه في
الجوارح و الأعضاء فيبعث جل جلاله لكل جارحة و لكل عضو بقدر حاجته من غير زيادة
فتكون الزيادة ضررا عليه أو نقيصة فتكون سقما و ضعفا و خطرا لا يقوى العبد عليه.
أقول و لو أن الله تعالى عرف العبد ما يحتاج كل عضو إليه و مكنه من قسمة ذلك على
أعضائه عجز عنه و كره الحياة لأجل المشقة التي تدخل بذلك عليه و كيف يحل أو يليق
بالتوفيق أن يكون ذاهلا و غافلا عمن كفاه هذا المهم العظيم و تولاه جل جلاله بنفسه
و هو جل جلاله أعظم من كل عظيم. أقول و ينبغي أن يكون ذاكرا و شاكرا كيف استخلص من
الطعام ما لا يصلح للأعضاء و الجوارح و أفرده جل جلاله و ساقه بيد القدرة و أخرجه
في طرقه و العبد في غفلة عن تدبير هذه المصالح. أقول و لو أن العبد أنصف من نفسه
مولاه و مالك دنياه و أخراه و من أنشأه و ربه و ستر عمله القبيح عن أعين الناظرين
و غطاه و رأى بعين عقله كيف إمساك الله جل جلاله للسماوات و الأرضين لأجل العبد
الضعيف و كيف إمساكه لوجوده و حياته و عقله و نفسه و عافيته بتدبيره المقدس الشريف
ما كان العبد على هذه الحال من الإهمال و سوء الأعمال و الاشتغال بما يضره أو بما
لا ينفعه من جميع منافعه منه و كيف استحسن لنفسه الإعراض عنه. أقول و اعلم