responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 470

أبرد و أسلم كما كان جرم إبراهيم ع حيث خرج من النار بردا و سلاما لكونه سليم القلب عن نار الشهوة و لهب الغضب بخلاف حال المجرمين المقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران و تغشى وجوههم النار [1] و إذا عرفت هذا في الأجرام فاعرف مثله في النفوس بل الوجود كله منقسم إلى الأشد و الأضعف أقساما غير متناهية بالقوة أو بالفعل و هذه الخاصية لجوهر النفس الموجبة للآثار الغريبة و الأحوال العجيبة المخالفة للعادات المألوفة ليست مكسوبة من اختيار الخليقة بل من المواهب الربانية فلهذا أخطأ من ظن أن النبوة كسبية بل عطائية موهبية كما قال لسان العرفاء ناظم جوهر الأولياء.

دولت آنست كه بى خون دل آيد به كنار

 

ور نه با سعى و عمل باغ جنان اين همه نيست‌

 

و لذلك‌

قال سيد الخلق ص: أنا سيد ولد آدم و لا فخر

إذ الفخر بالكسبيات الاختيارية لا بالموهبيات الاضطرارية.

السبب الثاني الموجب لخوارق العوائد هو القوة النظرية و هي أيضا منقسمة إلى بالغة حد الكمال و ناقصة فيه و البالغة تنقسم إلى ما يحتاج إلى تعليم بشري كما هو أكثر و هم منقسمون إلى ما يتعلم سريعا و إلى ما يتعلم بطيئا على مراتب غير محدودة و إلى ما هو غير محتاج إلى تعليم بشري بل يفهم الإشارات الفائضة من الجنبة العالية الشريفة و العتبة المنيفة كما قال‌ يَكادُ زَيْتُها يُضِي‌ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ [2] أي معلم من نوع البشر و لا بد لنوع الإنسان من شخص هذا شأنه إذ لو افتقر كل واحد منهم إلى معلم بشري لتسلسل الأمر إلى ما لا يقف فلا يحصل علم ما فيما بين الخليقة البشرية إذ الموقوف على ما لا يتناهى من الأشخاص لا يدخل في دائرة الوجود فلا بد إذن من شخص يستبد بفهم الإشارات باطن نفسه و هو عقل من العقول الزاهرات إما دفعة واحدة

كما قال النبي ص: رأيت ربي في أحسن صورة فقال يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت أنا ما أعلم يا رب فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعرفت ما بين السماء


[1] . إبراهيم 49 و 50

[2] . نور 35

نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست