responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 343

هذا القسم هم الملائكة المقربون و نسبتهم إلى الملائكة الذين يدبرون السموات كنسبة أولئك المدبرين إلى نفوسنا الناطقة فهذان القسمان قد اتفقت الفلاسفة على إثباتها و منهم من أثبت نوعا آخر من الملائكة و هي الملائكة الأرضية المدبرة لأحوال هذا العالم السفلي ثم إن المدبرات لهذا العالم إن كانت خيرة فهم الملائكة و إن كانت شريرة فهم الشياطين.

فهذا تفصيل مذاهب الناس في الملائكة و اختلف أهل العلم في أنه هل يمكن الحكم بوجودها من حيث العقل أو لا سبيل إلى إثباتها إلا بالسمع أما الفلاسفة فقد اتفقوا على أن في العقل دلائل تدل على وجود الملائكة و تلك الوجوه مذكورة في كتبهم و عليها مناقشات و أبحاث عميقة ذكرها يؤدي إلى الإطناب و من الناس من ذكر في ذلك وجوها عقلية إقناعية نشير إليها.

الأول المراد من الملك الحي الناطق الذي لا يكون ميتا فنقول القسمة العقلية يقتضي وجود أقسام ثلاثة فإن الحي إما أن يكون ناطقا و ميتا معا و هو الإنسان أو يكون ميتا و لا يكون ناطقا و هو البهائم أو يكون ناطقا و لا يكون ميتا و هو الملك و لا شك أن أخس المراتب هو الميت غير الناطق و أوسطها الناطق الميت و أشرفها الناطق الذي لم يمت‌ [1] فإذا اقتضت الحكمة الإلهية إيجاد أخس المراتب و أوسطها فلأن تقتضي إيجاد أشرف المراتب و أعلاها كان أولى.

و الثاني أن الفطرة تشهد بأن عالم السموات أشرف من هذا العالم السفلي و تشهد أن الحياة و العقل و النطق أشرف من أضدادها و مقابلاتها فيبعد في العقل أن تحصل الحياة و العقل و النطق في هذا العالم الكدر الظلماني و لا تحصل في ذلك العالم الذي هو عالم الأضواء و الأنوار.

و الثالث أن أصحاب المشاهدات و المجاهدات أثبتوها من جهة المشاهدة و المكاشفة و أصحاب الحاجات و الضرورات أثبتوها من جهة أخرى و هو ما يشهد من عجيب آثارها في الهداية إلى المعالجات النادرة الغريبة و تركيب المعجونات و استخراج صنعة الترياقات و مما يدل على ذلك حال‌


[1] . ليس بميت، (تفسير الكبير).

نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست