responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 94

و هم يعلمون أنهم لا يفهمونه و لا فرفوريوس نفسه، و قد ناقضه من أهل زمانه رجل ناقض هو ذلك المناقض بما هو أسقط من الأول".

و في الشفا بعد ما أبطل القول بأن ذات النفس تصير هي المعقولات: إن أكثر ما هو بين الناس في هذا هو الذي صنف لهم إيساغوجي، و كان حريصا على أن يتكلم بأقوال مخيلة صوفية، و يقتصر منها لنفسه و لغيره على التخيل، و يدل أهل التمييز في ذلك كتبه في العقل و المعقولات و كتبه في النفس" انتهى.

ثم إنه قد رجع عن هذا الإنكار و التشنيع و أقام الحجة على ثبوت الاتحاد في كتاب المبدإ و المعاد. اعتذر بعض المحققين عن هذا التناقض في كلامه بأن غرضه في ذلك الكتاب تقرير المقاصد على طريقة أتباع المشائين دون ما هو الحق عنده و انعقد عليه رأيه.

و هذا عندي مستبعد جدا على ما هو عادة الشيخ و دأبه في الأقوال و الآراء.

إذ قلما رأينا أن يحيد عن الحق الصريح إلى ما هو الباطل الصرف عنده في أشياء مهمة حكمية كمباحث العقل و المعقول فإن معرفتهما من المهمات العلمية.

و لا يبعد القول بأنه كان ممن وجد رائحة الصواب من القول باتحاد العقل و المعقول في إدراك العقل الهيولاني للمعقولات على حسب ما حققناه كما سيجي‌ء في موضعه إن شاء الله تعالى.

و قال بعض العلماء موافقا لما ذكره الشيخ الرئيس: و مما يبطل هذا الرأي أنه يلزم تبدل جوهر النفس حين انتقالها من معقول إلى معقول آخر، و ليس كذلك، فإن الجوهر الشاعر بذاته منا هو هو في كل حين قبل إدراك شي‌ء و معه و بعده.

و ما يقولون" إن الماء صار هواء و الأبيض صار أسود"، معناه أن مادة الماء انسلخت عنها الصورة المائية و تصورت بصورة الهوائية، و الحامل لوصف الأبيضية زال عنه البياض و حصل فيه السواد، و القابل في الحالين شي‌ء واحد، انتهى كلامه.

و ستعلم جلية الحال و كنه المقال و تلخيص الصواب و تمييز القشر عن اللباب في مباحث النفس في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

و أما القول بارتسام صورة الأشياء في ذاته تعالى فتقريره على ما يستفاد من كتب مقدم المشائين أرسطاطاليس- و وافقه كلام الشيخ الرئيس في أكثر كتبه-، هو أن الصورة

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست