نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 83
العلم الحضوري بأقسامه.
و قد يكون بين صورة الشيء و ذات العالم كما في العلم الحصولي
المتحقق بحصول صورة الشيء في نفس ذات العالم أو في بعض قواه حصولا ذهنيا.
و المدرك بالحقيقة هاهنا هو نفس الصورة الحاضرة لا ما خرج عن التصور،
و إن قيل للخارج إنه معلوم فذلك بقصد ثان كما سبقت الإشارة إليه، إذ العلاقة
الوجودية المستلزمة للعلم في الحقيقة إنما هي بين العالم و الصورة لا غير، بخلاف
المعلوم بالعلم الحضوري بحسب وجوده العيني.
إذ المعلوم بالذات حينئذ هو نفس ذات الأمر العيني لتحقق العلاقة
الوجودية بينه و بين العالم به.
فالعلم الحضوري هو أتم صنفي العلم، بل العلم في الحقيقة ليس إلا هو.
و من ذهب إلى أن العلم بالغير منحصر في الارتسام لا غير فقد أخطأ و
أنكر أتم قسمي العلم.
نعم، الإدراك على وجه يكون المدرك كليا مشتركا بين كثيرين ينحصر في
الصورة الذهنية و هي المنقسمة إلى التصور و التصديق الكاسبة و المكتسبة.
فإذا تحققت العلاقة الوجودية المستلزمة للعالمية و المعلومية بين ذات
مستقلة الوجود مجردة، و صورة مرتسمة فيها، فبأن يتحقق بينها و بين الصورة الصادرة
عنها لكان أولى.
فإن نسبة القابل إلى المقبول بالإمكان، و نسبة الفاعل إلى المفعول
بالوجوب، و هذه العلاقة أوكد من تلك، كما حققه شارح الإشارات قدس سره.
و ما أورده بعض المحققين في شرحه للعقائد النسفية و غيره معترضا على
ما حققه لا يخلو من تعسف، كما لا يخفى على المصنف المتدبر.
الرابعة
إذا تحقق أن المعقول من حيث هو معقول وجوده في نفسه و وجوده للعاقل و
معقوليته شيء واحد بلا اختلاف، و كذا المحسوس من حيث هو محسوس وجوده في
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 83