نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 6
الرموز النبوية و أوضحت القواعد الحكمية.
ثم إن العلوم الكمالية و المعارف اليقينية، مختلفة الأنواع و الفنون؛
متكثرة الشعب و الشجون، إلى حد و غاية يعجز كل نفس إنساني سيما في تعلقها بهذه
النشأة التعلقية عن استحصال جميعها و استحضار فن من أصولها و فروعها و إنا عملنا
لمن له فضل قوة لتحصيل الكمال على وجه أبلغ و أوفر؛ كتابا جامعا لفنون العلوم
الكمالية التي هي ميدان لأصحاب الفكر و فيها جولان لأرباب النظر سميناه الأسفار
الأربعة لكن القدر الواجب تحصيله و اللازم على المقتنين تكميل ذاته بسلوك منهجه و
سبيله: أن يحصل منها ما هو أهم و أولى و مباحث عما هو أشرف و أعلى.
و لا شك أن أفضل العلوم الإلهية هو معرفة ذات الحق الأول و مرتبة
وجوده بما له من صفات كماله و نعوت جماله و كيفية صدور أفعاله و أنها كيف ابتدأت
الموجودات الباديات منه و كيف عادت العائدات إليه.
و إن أفضل العلوم الطبيعية معرفة النفس الإنسانية و إثبات أنها كلمة
نورية، و ذات روحانية و شعلة ملكوتية، و بيان أنها لا تموت بموت البدن و أنها كيف
يستكمل حتى يضاهي جواهر الملائكة بأن" يصير عالما عقليا منتقشا فيها على سبيل
القبول ما هي منتقشة في المبادي على سبيل الفعل" و أنها كيف يتحد بالعقل
الفعال و كيف يصير معقولاته فعلية بعد ما كانت انفعالية و معنى كون العقل
الهيولاني مجمع البحرين و ملتقى الإقليمين حيث هو نهاية الجسمانيات و بداية
العقليات و كيفية حال السعادة و الشقاوة الحقيقيتين و ما هما ليسا بحقيقيتين بل
ظنيتين فإن معرفة النفس و أحوالها أم الحكمة و أصل السعادة و لا يصل إلى درجة أحد
من الحكماء من لا يدرك تجردها و بقاءها على اليقين كإخوان" جالينوس" و
إن ظنهم الجاهلون حكيما.
و كيف صار الرجل موثوقا به في معرفة شيء من الأشياء بعد ما جهل
بنفسه كما قال" أرسطاطاليس": إن من عجز عن معرفة نفسه فأخلق بأن يعجز عن
معرفة خالقه.
فإن معرفتها ذاتا و صفة و أفعالا؛ مرقاة إلى معرفة بارئها ذاتا و صفة
و أفعالا لأنها خلقت على مثاله فمن لا يعرف علم نفسه لا يعرف علم بارئه و في النظم
الفرس.
اى شده، در نهاد خود، عاجز
كى شناسى، خداى را، هرگز
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 6