responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 491

المراتب، غير أن أعضاء البدن طبيعية و الهيئات التي يفعل بها أفاعيلها طبيعية، و أجزاء المدينة و إن كانوا طبيعيين إلا أن الأخلاق و الملكات يفعلون بها أفعالهم المدنية إرادية.

و كما أن في أعضاء البدن ما هو الرئيس المطلق له من كل ما يشارك فيه عضوا آخر أفضلها و دونه أيضا أعضاء أخرى رئيسة لما دونها و رئاستها تحت رئاسة الأول، فهي ترؤس و ترأس، فكذا رئيس المدينة هو أكمل أجزاء المدينة فيما تخصه. و له من كل ما شارك فيه غيره أفضلها و دونه قوم مرءوسون و يرؤسون آخرين.

و من نظر حق النظر، رأى كل جملة طبيعية حالها في الاجتماع و الترتيب حال البنية الإنسانية و المدينة الفاضلة، فوجد لها رئيسا حاله من سائر الأجزاء، هذه الحال بل بل كل اجتماع طبيعي فهيئة ظل و شبه لهيئة العالم الإلهي و الوحدة الاجتماعية العالمية، فإن السبب الأول نسبته إلى سائر الموجودات كنسبة رئيس تلك المدينة الفاضلة إلى سائر أجزائها، فإن العقول البريئة عن النقائص المادية مراتبها يقرب من الأول، و دونها النفوس السماوية و السماوات، و دونها الطبائع الهيولانية و أجسامها الطبيعية، و كل هذه تحذو حذو السبب الأول و يقتفيه، و فعل ذلك كل موجود بحسب قوته، إلا أنها يقتفي الغرض الأول بمراتب بعضها أشرف، فيقتفي ذلك الغرض بلا توسط، و بعضها أخس، يقتفي غرض ما فوقه، و هكذا الحال إلى أن ينتهي إلى آخر المراتب.

فكذلك ينبغي أن يكون المدينة الفاضلة، فإن أجزاءها كلها ينبغي أن يحتذي بأفعالها حذو مقصد رئيسها الأول على الترتيب، و رئيس المدينة الفاضلة ليس يمكن أن يكون أي إنسان اتفق، لأن الرئاسة لا يكون إلا لمن يكون بالفطرة و الطبع معدا لها، و يكون حاصلة له بالهيئة و الملكة الإرادية صنعة الرئاسة، و كل صناعة ليس يمكن أن يرأس بها، بل أكثر الصنائع صنائع يخدم بها في المدينة، و أكثر الفطر هي فطرة الخدمة. و في الصنائع صنائع يرأس بها و يستخدم بها صنائع أخرى، و كما أن الرئيس الأول في كل جمعية طبيعية لا يمكن أن يرأسها شي‌ء من ذلك، مثل رئيس الأعضاء الذي لا يمكن أن يكون عضو آخر رئيسا عليه.

فالرئيس الأول للمدينة الفاضلة ينبغي أن يكون صناعته صناعة لا يمكن يخدم بها أصلا، و لا يمكن أن يرأسها صناعة أخرى أصلا، بل يكون صناعته صناعة نحو غرضها يؤم الصناعات كلها، و إياه يقصد بجميع الأفعال المدينة الفاضلة.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 491
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست