responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 477

الجزئيات من الكليات و الحسيات من العقليات على عكس إدراكنا، فهو من العالم النفساني الفلكي، فيجب أن يكون لها ضوابط كلية يفيض عليها من مباديها العقلية، أنه كلما كان كذا، كان كذا، قوانين أحصيت في العالم العقلي.

ثم إذا كانت منتقشة بها النفس الفلكية و يتخيل الوصول إلى كل وضع من الأوضاع بالحركة، فلها أن تعلم لازم حركاتها باستثناء الشرطيات، لكن كذا، فيكون كذا. أو ليس، فليس.

فإذا تمهد هذا فنقول: إن الصور التي يدركها النفس في النوم و اليقظة، أو في ما بينهما و نحوها، لا يخلو إما أن يكون لاتصالها بذلك العالم أو لا. فإن كانت الاتصال فإما أن يكون كلية أو جزئية.

و على التقديرين فإما أن ينطوي سريعا و لا حكم لها أو يثبت، فإن ثبت و يكون كلية، فالمتخيلة التي في طباعها المحاكاة تحاكي تلك المعاني الكلية المنطبعة في النفس بصور جزئية، ثم ينطبع تلك الصور في الخيال و ينتقل إلى الحس المشترك، فتصير مشاهدة.

فإن كانت المشاهدة شديد المناسبة لما أدركته النفس من المعنى الكلي بحيث لا يختلفان إلا بالكلية و الجزئية، كانت الرؤيا غنية عن التعبير. و إن لم يكن كذلك، فإن كانت هناك مناسبة يمكن الوقوف عليها و التنبه لها، كما إذا تصورت المعنى بصورة لازمه أو ضده أو شبهه، احتاج حينئذ إلى التعبير، و هو تحليل بالعكس، أي رجوع من الصور الخيالية الجزئية إلى المعاني النفسانية الكلية.

و إن لم يكن مناسبة على الوجه المذكور، فتلك الرؤيا مما تعد في أضغاث الأحلام الحاصل من دعابة المتخيلة.

و إن ثبت جزئية و حفظته الحافظة على وجهها و لم يتصرف المتخيلة المتحاكية للأشياء بتمثيلها بمثلها أو بغيرها، صدقت هذه الرؤيا من غير احتياج إلى التعبير. و إن كانت المتخيلة غالبة، أو إدراك النفس ضعيفة، تنازعت المتخيلة بطبعها إلى تبديل ما رأته النفس بمثال.

و ربما بدلت ذلك المثال أيضا بآخر، و هكذا إلى حين اليقظة. فإن انتهى إلى ما يمكن أن يعاد عليه بضرب من التحليل، فهو رؤيا يفتقر إلى التعبير، و إلا فهو من أضغاث الأحلام.

هذا ما يتلقاه النفس عن المبادي العالية عند النوم، و أما ما يتلقاه عند اليقظة فعلى‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست