responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 466

أكثر الصفات الموذيات، و الاعتقادات المهلكات، و كيفية انبعاث نتائجها و لوازمها يوم الآخرة من النيران و غيرها.

و كذا حال أضدادها من حسنات الأخلاق و الاعتقادات و كيفية استنباط النتائج و الثمرات من الجنات و الرضوان و الوجوه الحسان.

لمولوي‌

اى دريده پوستين يوسفان‌

 

گرك برخيزى ازين خواب گران‌

گشته گرگان هر يكى خوهاى تو

 

مى‌درانند از غضب اعضاى تو

 

و هاهنا دقيقة و هي، أنك إن اشتبه عليك أن الملكات و الأخلاق الإنسانية و الأعمال النفسانية بعد تسليم أنها سيصير أشباحا أخروية و أشخاصا برزخية موذية، كالنيران و الحيات و العقارب، إن كانت الأخلاق ردية و الأعمال قبيحة أو ملذة، كالجنات و الحور و الغلمان إن كانت الأخلاق فاضلة و الأعمال حسنة، فكيف يتصل إيلامها و إلذاذها إلى هذا الشخص الإنساني الذي يكون صاحب هذه الأخلاق و الأعمال، و ما سبب ارتباطها و اتصالها به؟

فاستمع متلطفا في سرك، أن الإنسان في هذه الدار العنصرية و النشأة الهيولانية أيضا إذا أراد أن ينتقم بقوته الغضبية من عدو أو يسي‌ء إليه، أو أراد أن يفعل الخير بصديق أو يحسن إليه، فإنما يفعل كلا من الفعلين" الإساءة و الإحسان" أولا في نفسه، و يلحق النفع أو الضر منه إلى نفسه بالذات، ثم يتوسط وصول أحدهما إليه بالذات قد يصل إلى صديقه أو عدوه ثانيا و بالعرض.

إذ علمت أن الأفعال الإرادية مسبوقة بتمثلات ذهنية و تصورات خيالية في كل صورة عقلية أو حسية يتصورها الإنسان، فليست خارجة عن عالمه، مباينة لذاته، بل واقعة في صقعه داخلة في مملكة ذاته.

فإذا أحب أحدا مثلا، فإنما يحب بالذات ما يوجد في نفسه، و كذا إذا أبغض إنسانا، فإنما يبغض أولا ما يتصور و يتمثل في ذاته، و كلما يتحقق في ذاته و في عالمه، فهو هو بوجه، كما لوحنا إليه مرارا.

فعلم من ذلك، أن الإنسان ما أحب و ما أبغض إلا ذاته. فإذا تحقق بذلك و اتضح لديك كيفية تجسم الأعمال، علمت أن الأخلاق الذميمة إذا تمثلت و تصورت بصورة كريهة مناسبة لها في الآخرة، كالحيات و العقارب، فإنما يجب أن يصل إيلامها و إيذاؤها بالإنسان الذي هو صاحب تلك الأخلاق دون غيره، لا بالذات، و لا بالعرض.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست