responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 434

اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ‌".

و الفطرة الأولى له، عدمه السابق على وجوده" كان الله و لم يكن معه شي‌ء" وَ قَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ، وَ لَمْ تَكُ شَيْئاً".

يعني أن جعل الخلق في الابتداء من العدم إلى الوجود الخاص، ففي الانتهاء يجعل الخلق من الوجود الخاص إلى العدم" كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ، وَ يَبْقى‌ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ‌".

فإن البدء و الرجوع متقابلان، كما قيل: النهاية هي الرجوع إلى البداية، كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ‌".

و من هاهنا ينكشف على العاقل اللبيب أن بحكم البدء، كان ينبغي أن يسأل الرب و يجيب الخلق" أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‌" و بحكم المعاد ينبغي أن يسأل الرب و يجيب هو تعالى عن نفسه" لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ، لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ، إِنَّ إِلى‌ رَبِّكَ الرُّجْعى‌، كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ‌".

منه المبدأ و إليه المنتهى، فالعدم الأول للإنسان، هو الجنة التي كان فيها أبونا آدم" ع" و أمنا- حوا-" اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ*" و الوجود بعد العدم هو الهبوط منها إلى الدنيا" اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً" و العدم الثاني من هذا الوجود هو الفناء في التوحيد، و هو جنة الموحدين" يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى‌ رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي‌".

و المجي‌ء إلى الدنيا من الجنة، هو النزول من الكمال إلى النقص، و السقوط من الفطرة الأصلية، و لا محالة صدور الخلق من الخالق ليس إلا على هذا الطريق.

و الذهاب من الدنيا إلى الجنة هو التوجه من النقص إلى الكمال و الرجوع إلى الفطرة، و لا محالة رجوع الخلق إلى الخالق ليس إلا على هذا الطريق" اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‌".

فالأول هو النزول و الهبوط، و الآخر هو العروج و الصعود، و الأول هو أفول النور،

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست