نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 377
المعاني الرياضية و الدعاوي الجسمانية، و مقام الشواهد اليقينية في
المعاد الطبيعية.
بحث و تحقيق
إن من المباحثين من حصل وجه الإعادة البدنية بما حاصله، أن الشخص
إنما يتشخص و يتخصص بخصوصية أجزائه مادة و صورة، روحا و بدنا، و ليس خصوص التأليف
و تشخصه معتبرا في الشخص، بل المعتبر أشخاص الأجزاء بتأليف نوعي لا شخصي، باقيا
بعينه، ثم إذا بطل التأليف و انحل التراكيب المعتبر، لم يبق الشخص الأول- لا لزوال
الأجزاء، فإنها باقية بأشخاصها و أعيانها، بل لزوال النظم و التأليف المعتبر بينها
نوعا، ثم إذا حصل مرة أخرى من نوع التأليف المعتبر بين الأجزاء الباقية بعينها عاد
الشخص الأول و كان هو الأول بعينه. هذا كلامه.
و يقرب منه ما ذكره بعض أجلة المتأخرين حيث قال:" قد ذهب بعض
المتكلمين إلى جواز إعادة المعدوم، و ذهب الحكماء و بعض المتكلمين إلى امتناعها، و
هؤلاء و إن كانوا مسلمين معترفين بالمعاد الجسماني ينكرون إعادة المعدوم بعينه،
فإنهم لا يقولون بانعدام الأجسام بل بتفرق أجزائها و خروجها عن الانتفاع".
ثم قال:" ذكرت في حواشي التجريد أن هذا بناء على نفي الجزء
الصوري للأجسام و حصر أجزائه في الجواهر المفردة كما هو مذهب المتكلمين، و كذا على
مذهب المصنف حيث قال: الجسم هو الصورة الاتصالية، و أنها يبقى بعينها حال
الانفصال، و لو أثبت الجزء الصوري في الأجسام قيل: يكفي في المعاد الجسماني كون
الأجزاء المادية هي بعينها، و لا يقدح فيه تبدل الجزء الصوري بعد أن كان أقرب الصور
إلى الصورة الزائلة. فإن قيل: فيكون تناسخا.
قيل: الممتنع عندنا هو انتقال النفس إلى بدن مغاير له بحسب المادة،
لا إلى بدن متألف من عين مادة هذا البدن و صورة هي أقرب الصور إلى الصورة الزائلة،
فإن سميت ذلك تناسخا، فلا بد من البرهان على امتناعه، فإن النزاع إنما هو في
المعنى لا في الألفاظ" انتهى قوله أقول: كلام هذين الفاضلين في غاية السخافة
و الرخاوة، مع أنه أقرب إلى الصواب
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 377