responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 35

نقل كلام لتوضيح مرام‌

استدل بعض الحكماء على هذا المطلب بوجه آخر فقال: إنك إذا راجعت وجدانك، تعلم أنك لا تعرف الغائب إلا بالشاهد.

معناه أن كل ما سألت عن كيفيته فلا سبيل إلى تفهيمك إلا أن يضرب لك مثال من مشاهداتك الظاهرة بالحس أو الباطنة في نفسك بالعقل، فإذا قلت: كيف يكون الأول عالما بنفسه؟

فجوابك الشافي أن يقال كما تعلم أنت نفسك فتفهم.

و إذا قلت: كيف يعلم بعلم واحد بسيط سائر المعلومات؟

فيقال: كما نعرف جواب مسألة دفعة من غير تفصيل، ثم تشتغل بالتفصيل.

فإذا قلت: كيف يكون علمه بالشي‌ء مبدأ وجود ذلك الشي‌ء.

فيقال: كما يكون توهمك السقوط على الجذع عند المشي عليه مبدأ السقوط.

فإذا قلت: فكيف يعلم الممكنات كلها؟

فيقال: يعلمها بالعلم بأسبابها، كما تعلم حرارة الهواء في الصيف بمعرفتك تحقيقا بأسباب الحرارة.

و إذا قلت: كيف يكون ابتهاجه بكماله و بهائه؟

فيقال: كما يكون ابتهاجك إذا كان لك كمال يتميز به عن الخلق و استشعرت ذلك الكمال.

و المقصود أنك لا تقدر علم أن تفهم شيئا من الله، إلا بالمقايسة إلى شي‌ء في نفسك نعم تدرك في نفسك أشياء تتفاوت بالكمال و النقص، فتعلم من هذا- أن ما فهمته في حق الأول أشرف و أعلى مما فهمته في حق نفسك، فيكون ذلك إيمانا بالغيب مجملا، و إلا فتلك الزيادة التي توهمتها لا تعرف حقيقتها لأن مثل تلك الزيادة لا توجد في حقك.

فإذا كان للأول أمر ليس له نظير فيك فلا سبيل لك إلى فهمه البتة و ذلك هو ذاته فإنه وجود بلا ماهية، هو منبع كل وجود.

فإذا قلت: كيف يكون وجود بلا ماهية، فلا يمكن أن يضرب لك مثال من نفسك فلا يمكنك إذا فهم حقيقة الوجود بلا ماهية،

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست