responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 343

تلك الأجرام الشريفة علاقة وضعية لتصير كالمرآت لتلك النفوس تشاهد ما فيها من الصور، و على تقدير كون الجرم الفلكي كالمرآت لتخيلاتها، يكون الصور المرتسمة في مرائيها، هي تخيلات الأفلاك، لا تخيلات تلك النفوس، فكيف يجوز أن يكون الجرم الفلكي موضوعا لتخيلات نفس إنساني، سواء كانت سعيدة أو شقية.

ثم إن ما به يتعذب الأشقياء على ما اعترفوا به هي هيئاتهم الردية و تخيلاتهم النفسانية الباطلة و عقائدهم الوهمانية الخبيثة الفاسدة، دون الصور المطابقة لما هو الواقع، لأن الكائن في القابل الذي في غاية الخلوص و النقاء كالأجرام العلوية من الفاعل الذي في غاية الشرف و التقدس و البهاء كالمبادي العقلية، لا يكون إلا صورا علمية حقة مطابقة لما في نفس الأمر، فلا يستقيم بذلك ما قالوه، و لا يستتم به ما صوروه من كونها مما يتعذب به الأشقياء.

و كما أن هذا في الجرم الفلكي غير صحيح، كذلك من الإبداعي الغير المنخرق المنحصر نوعه في شخصه غير صحيح، بل هذا الجرم أيضا على ما صوروه طبيعة خامسة فلكية، و إن كانت تحت القمر، للزوم كونه عديم الحركة الغير المستديرة دائما و سائر ما يلزمه من صفات الأفلاك.

و لعل عدد نفوس الأشقياء غير متناهية، فكيف يكون جرم متناه موضوعا لتصرفاتها و صورها الإدراكية الغير المتناهية، و لا أقل من أن يكون ذا قوة غير متناهية، إذ لا بد أن يكون بإزاء كل ارتسام لصورة في جسم، قوة و استعداد في ذلك الجسم، و ذلك معلوم الفساد، بل الحق ما حققناه من أن الصور الملذة و الموذية في النشأة الثانية للسعداء و الأشقياء كما وعدها الشريعة الحقة النبوية" ع" هي واقعة في صقع آخر مثالي، مظاهرها نفوس هاتين الطائفتين بضرب من الفعل و التأثير، كما أن الصور يقع في المرائي بضرب من القبول، و لا منافاة بين صدور الفعل من قوة بجهة، و انفعالها عنه لذة كان أو ألما، بجهة أخرى، كما أن الصحة و المرض البدنيين ينشئان من النفس في هذه الدار بواسطة ما سبق منها من أفعال تصلح المزاج أو لا تصلحه من الأكل و غيره ثم ينفعل النفس منهما و يكون من أحدهما في راحة و من الآخر في مشقة، و ذلك لكون النفس‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست