نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 315
بعلته لا بالمرجح.
و من سبيل آخر نقول: إن النفس المجردة لها وجود للبدن و لها وجود
لذاتها، و البدن علة قابلية لوجودها له، لا لوجودها لذاتها، اللهم إلا بالعرض.
فإنه إذا حدثت مادة بدنية ذات كيفية مزاجية، صالحة لأن يكون آلة للنفس و مملكة
لها، أحدث الباري الجواد باستخدام بعض الملائكة المقربين المفارقين عن عالم المواد
و القوى بالكلية، النفس الجزئية التي هي صورة للبدن و مبدأ لأفاعيل إنسية و أخلاق
و تدابير بشرية مؤيدة بروح القدس، لأن تلك التدابير لا يتم إلا بجوهر قدسي له
تعقلات كلية.
فالبدن باستعداده يستدعي صورة مادية، وجود المبدإ الواهب الفياض أفاض
عليه كلمة عقلية و لطيفة ملكوتية فوق ما يستدعيه بلسان استعداده من باب الاستجرار
و الاستتباع، فيكون البدن علة قابلية لجوهر النفس بالعرض لا بالذات.
و قد شبهوا البدن بشبكة يقتنص بها النفس المجردة التي هي من طيور
سماوية محبوسة في أقفاص الأجرام الأرضية، فبعد وقوع طير النفس في الوجود بواسطة
الشبكة لا يحتاج في بقائها إلى بقاء الشبكة.
طريقة أخرى
اعتمدها صاحب التلويحات و غيره من المحققين و هي، أن النفس بالفعل
موجودة و لها بالفعل أن يبقى، و كل ما هو موجود بالفعل و له أن يبقى فليس له
بالقوة أن تبطل إلا أن تركب ذاته من شيئين كمادة و صورة، لأن البقاء و الزوال
متنافيان، لأن أحدهما نوع من الوجود، و الآخر نوع من العدم، و كذا الفعلية و القوة
نوعان من الوجود و العدم.
فالنفس لو جاز عليها البطلان فلزم أن يكون لها قوة بطلان، و لا يكون
قوة بطلانها فيها، لأنها أمر بسيط صوري، و هي بالفعل من جهة ذاتها، و لا يتصور أن
يكون شيء بسيط هو بالفعل في ذاته و هو بالقوة، فإذن قوة بطلانها لو فرض يجب أن
يكون في قابل لها، ففيه
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 315