نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 289
منه إلى أن لنا حقيقة ذواتنا، و إن لم يمكن ذلك فحينئذ لا يمكن بيان
كوننا عاقلين إلا ببيان حصول حقيقة ذواتنا لذواتنا، و لا يمكن بيان ذلك إلا كوننا
عاقلين لذواتنا، و يلزم منه الدور.
و الجواب، أن مطلق الإدراك كاف فيما نحن بصدده، و ليس يتعلق الكلام
بكونه تعقلا و شعورا، إذ قد ثبت أن الإدراك عبارة عن حصول ماهية المدرك.
سؤال
لم لا يجوز أن يكون إدراكنا لذاتنا مجرد أثر عن ذاتنا حاصل لذاتنا
فنشعر بذلك الأثر من دون أن يكون حقيقة ذاتنا حاصلة لنا، فعلى هذا يكون لنا حقيقة
قد حصل منها أثر لنا، و لا يكون الأثر نفس حقيقتنا، فلا يكون قد حصل شيء واحد
مرتين.
جواب
حصول أثر الشيء ليس هو حصول نفس الشيء، و قد سبق أن الإدراك
بالشيء إنما هو حصول نفس ذلك الشيء، فالعلم بالشيء بالوجه يرجع إلى العلم بكنه
ذلك الوجه لا بحقيقة ذلك الشيء. ثم قولك: نشعر بذلك الأثر، إما أن يريد بالشعور
نفس الأثر، أو أمرا مغايرا للأثر تابعا له؟
فإن كان الأول، فلا معنى لقولك نشعر بذلك الأثر، لأنه قول أو اسم
مرادف لحصول الأثر، و إن كان الثاني، فلا يخلو إما أن يكون ذلك الشعور هو حصول
ماهية الشيء أو حصول ماهية غيره.
و الثاني يوجب أن يكون الشعور هو أن يحصل ما ليس ماهية الشيء و
معناه، و هذا باطل.
و الأول، يوجب أن يكون ماهية ذاتنا محتاجة في أن يحصل لنا ماهية
ذاتنا إلى
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 289