نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 284
نظائرها من الوجود و الإضافة و سائر الأمور الشاملة التي قد يتجرد و
قد يتجسم.
بحث و تحقيق
قد أورد الشيخ" شهاب الدين السهروردي" في"
المطارحات" بحثا عن الجواب المذكور عن النقض بوحدة الجسم بأنها نفس اتصال
الجسم فيكون كثرتها بالقوة، بقوله:
" إن وحدة الجسم
إن كانت موجودة في الأعيان، كان عرضا حالا فيه، و العرض الثابت في الشيء لا يبطل
بتوهمنا.
فحينئذ نقول: هل يتحقق في كل من الأجزاء الموهومة شيء من وحدة الجسم
أو كلها، أو ليس في أحدها الوحدة و لا شيء منها؟
ففي الأول يلزم كون الوحدة الخارجية ذات جزء وهمي، و الوحدة من حيث
هي وحدة، لا يتصور أن يكون لها جزء.
و في الثاني يلزم كون الجسم واحدا بوحدتين، بل بوحدات غير متناهية
على حسب إمكان توهم القسمة، و يلزم أن يكون صفته في جزئه لا فيه.
و إذا بطل القسمان، فليس للوحدة في الأعيان وجود أصلا، بل صفة عقلية
يضاف تارة إلى ما في العين، و تارة إلى ما في الذهن. انتهى كلامه.
و الجواب عما ذكره، أنه قد حقق في مقامه، أن أسناد الجزئية إلى ما
يسمى بالأجزاء المقدارية للشيء على سبيل المسامحة إما من جهة تشبيه الأمرين
المنفصلين الحاصلين من مادة الشيء بعد ورود الانقسام الذي هو نفس إعدام الواحد
الاتصالي بجزءين لها، و إما لأجل أن الجمهور لغفلتهم عن كون التفريق إعداما،
يحكمون بأنهما جزءين له، فاستمر هذا الإطلاق عليهما بعد التحقيق و البرهان أيضا، و
إما لأجل أنه لو فرض بقاء ذلك المتصل عند حدوثهما، لكانا جزءين له، و هذا لا يختلف
في شيء من الخارج و الوهم.
فكما أن القسمة الخارجية عبارة عن إعدام الشيء المتصل المقداري،
جوهرا كان أو عرضا، و إحداث شيئين آخرين من نوعه، كذلك القسمة الوهمية عبارة عن
توهم
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 284