responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 264

أما تعصيها و امتناعها عن قبول أشياء أخر غير السرير بعد اتصافها به فليس لجهة قوتها و استعدادها، بل لأجل فعليتها و اقترانها بهيئة مخصوصة بمنعها عن التلبس بأضداد تلك الهيئة.

فالحقيقة الخشبية لها جهة نقص و جهة كمال، فمن جهة نقصها يستدعي كمالا آخر.

إذ ليس هذا الكمال خيرا محضا لا يتصور فوقه كمال.

و من جهة كونها كمالا يمتنع عن كمال آخر غيرها.

و من هاتين الجهتين ينتظم كون السرير ذا مادة و صورة.

و كذا نقول مادة الخشب هي العناصر لا من حيث كونها أرضا أو ماء أو غيرهما، بل من حيث بالامتزاج لأن يصير نوعا من الأنواع الجمادية و النباتية و الحيوانية و غيرها من الأشياء المخصوصة دون غيرها، لأجل العلة التي ذكرناها و صورتها الخشبية، و هكذا إلى أن ينتهي إلى مادة لا مادة لها و لا فعلية إلا كونها جوهرا مستعدا لأن يصير عين كل شي‌ء بلا تخصص في ذاتها لواحد واحد، لعدم كونها إلا قابلا محضا و قوة صرفة، و إلا يلزم التسلسل أو الدور، كما يظهر مما بينا فهي مادة المواد و هيولى الهيوليات.

عقد لوحي و حل عرشي‌

و لعلك تقول: إذا كان كل هيولى أولى قوة محضة، و إمكانا صرفا و إبهاما محضا، فما الفارق بين الهيوليات فإنهم ذهبوا إلى أن لكل واحد من صور الأفلاك الكلية، هيولى خاصة- سوى العناصر، ثم ما الفرق بين العقل الهيولاني القابل للصور العقلية و بين الهيولى للصور المحسوسة، و بحسب ذاتيهما مع قطع النظر عما يحل فيهما و الحال أن كل واحدة من حيث هيوليتها فاقة محضة، و استعداد بحت.

فاستمع ما يتلى عليك و تلطف في سرك و تأمّل فيما يرد عليك: أما بيان الفرق الذي طلبت أولا: فنقول: الفرق بين الهيوليات إنما كان بعللها، فإن تحصلاتها إنما هي بالعلل القريبة منها كالعقول المفارقة الفعالة بانضمام الصور الحالة الشريكة معها في إفادة المواد، فإن لكل هيولى صورة مقومة لها شريكة لفاعلها، مقدمة عليها في الوجود، و إن تأخرت عنها في توابع الوجود من أمارات تشخص الصورة و لوازمه كالكم و الكيف و الوضع و غيرها.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست