responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 259

فصل في خواص الإنسان‌

اعلم أن الإنسان لاشتماله على نفس مجردة- له خواص لا توجد في غيره من الحيوانات.

و أول ذلك النطق الظاهري، و ذلك لاحتياجه في معيشته و تمدنه إلى اللباس و الغذاء الحاصلين له بنوع من التعاون و المعاملة و المعاوضة و المشاركة.

لأنه حيث خلق لمعرفة الرب تعالى و السفر إلى دار الآخرة يحتاج إلى استعمال قوى إدراكية موضعها جسم لطيف لين، سريع التغير و الانفعال، سهل القبول للكيفيات و الأشكال أزيد من أبدان غيره من الحيوانات فلا محالة لا يكفي إهابه و جلده للتوقي من الحر و البرد الحاصلين فيما يحويه من طبقة الهواء، فلم يكن لباسه طبيعيا.

و كذلك البدن الذي هو موضوع لنفسه حيث يكون في غاية الاعتدال.

و يكون كل واحد من نفسه و بدنه مستدرجا في البلوغ إلى الغاية محوجا إلى البقاء الدنيوي مدة ما.

و لتحلل البدن دائما يفتقر إلى ورود بدل من الغذاء، فلم يتغذ من أي جسم كان، إذا الغذاء يجب أن يكون مزاجه قريبا من مزاج المغتذي حتى يمكن أن يصير بعد تصرف الغاذية شبيها بالمغتذي، بل يفتقر إلى غذاء موافق له، و ذلك مما يندر وجوده في الطبيعة، فلم يكن غذاؤه طبيعيا بل يحتاج في أن يحصل وجوده إلى صنعة ما، و لم يكن وجود هذه الصنعة المحصلة للغذاء الموافق للإنسان بصانع واحد، لأن هذه الصنعة متضمنة بصنائع كثيرة بآلات مختلفة.

و كل واحدة من هذه الصنائع قلما يحصل بإلهام أو وحي، بل لا يستحفظ وجودها البقائي إلا بتعليم و تعلم، و إن كان وجودها الحدوثي بنحو الإلهام أو الوحي أو الحدس.

و التعاون أيضا إنما يتحقق بمعاوضات مفتقرة إلى طلب و نهي و وعد و وعيد و ترغيب‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست