نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 246
و ليس المراد ما فهمه بعضهم من أن الخيال لما كان قوة جسمانية فيجوز
أن يكون قبوله لأجل المادة و حفظه لنفسه، كالأرض تقبل الشكل بمادتها و يحفظ
بصورتها، ليرد عليه أن هذا الجواب يدفع أصل الاستدلال.
لجواز أن لا يكون هاهنا إلا قوة واحدة، كالحس المشترك، لها القبول
بمادتها و الحفظ بصورتها.
و المقصود من الاستدلال إثبات تعدد مبدإ القبول و الحفظ من جهة
افتراقها، لإمكان تحقق القبول بدون الحفظ، كما في الماء و الهواء، و بالعكس، كما
إذا عرض آفة لمقدم البطن المقدم لا يدرك الإنسان صورة، فإذا زال المرض و استحضر
الصورة التي كان قبل تحفظها علم جزما أن قوة الإدراك غير قوة الحفظ.
و عن النقض بالحس المشترك و النفس بأن الواحد قد يصدر عنه الكثير إذا
كان الصادر بالقصد الأول شيئا واحدا ثم يتكثر بقصد ثان، و كانت وجوه الصدورات
مختلفة، فالصادر عن الحس المشترك هو استثبات الصور المادية عند غيبة المادة، ثم
يصير مستثبتا للأصوات و الطعوم و غيرها بقصد ثان.
و ذلك لانقسام تلك الصور، و ذلك كالإبصار الذي فعله إدراك اللون، ثم
إنه يصير مدركا للضدين لكون اللون مشتملا عليهما.
و أما النفس فإنما يتكثر فعلها لتكثر وجوه الصدورات عنها.
بحث و مخلص
و أنت تعلم أن مفهوم الصورة المحسوسة أمر مبهم لا يتحصل إلا بصورة
معينة تعينا نوعيا شخصيا، و الصادر عن الشيء أولا لا يكون إلا أمرا متعينا.
فكيف يكون الحس المشترك مبدأ لأمر واحد جنسي أولا و لأمور متكثرة
نوعية ثانيا، و يكون تحصل ما يصدر أولا أقل من تحصل ما يصدر ثانيا بل الأولى أن
يجاب عن هذا النقض إما بما يجاب به عن النقض بالنفس أو بأن الإدراكات انفعالات، و
يجوز أن يكون في مادة واحدة لقوة واحدة انفعالات كثيرة عن مبادي متعددة.
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 246