responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 241

و صلاح بدنه و فساده إنما يكونان بانحفاظ ذلك المزاج و انحرافه عن حد معين، و لا شك أن اللذة هو إدراك الملائم من حيث هو ملائم، و الألم إدراك المنافي من حيث هو مناف، و الملائم لكل شي‌ء ما يكون من نوعه أو جنسه، و كذا المنافي لكل شي‌ء إذا كان أمرا وجوديا ما يكون مضادا له واقعا معه تحت جنس قريب، إذ لا تضاد بين الأجناس العالية.

فالملائم و المنافي للحيوان بما هو حيوان إنما هما من مدركات اللامسة أولا لكونها من جنس كيفيات بدنه المتقوم حياته بها، ثم مدركات الذائقة التي يتقوى و يتزايد بها بدنه. (تتقوى و يتزيد- خ ل).

و تالي الكيفيتين المذكورتين في الملائم و المنافر مدركات الشامة، حيث يتغذى بها لطائف أعضاء الحيوان كالأرواح البخارية.

و أما مدركات السامعة و الباصرة فليس مما يحتاج إليها الحيوان بما هو حيوان احتياجا قريبا، لأن بدن الحيوان ليس مركبا من الأصوات، و لا متقوما بالأضواء و الألوان، ليكون ما يكون من جنس الأصوات و الألوان ملائما للحيوان بما هو حيوان.

اللهم إلا أن الحيوان الإنساني لما كان نفسه الناطقة التي هي من عالم الأنوار و معدن المعاني و الأسرار نازلا منه إلى عالم الصورة العنصرية بعد جوازه عالم الأفلاك المشتملة على النسب الشريفة العددية الإيقاعية و النغمية، لذلك تلتذ عن رؤية الأنوار و استماع النغمات الموزونة و تتألم عن الظلمات و الألوان الموحشة و الأصوات المنكرة الغير الموزونة.

و أما تضرر العضو البصري عن الضوء الشديد فليس لأجل مضادته للنفس، لأن نورية النفس أقوى من نورية النور المحسوس، بل لأجل غلبة النور المحسوس على الحاسة البصرية فتنفعل عنه.

و كذا تضرر الصماخ عن الصوت الشديد المشتمل على التناسب العددي فليس إلا لأجل مصادمة الهواء المتحرك المنقلب عن القارع و القالع القويين الصماخ، فهناك تألم لمسي كما ذكره الشيخ، لا أن اللامسة تدرك الصوت، أو السامعة من حيث إنها سامعة يلمس المقروع أو المقلوع من الهواء، كما يتوهم من كلامه، على ما مضى.

فالملخص أن الملائم و المنافي للحواس التي هي قوى جسمانية و لمحالها التي هي أجسام مركبة من أجسام بسيطة أولية الكيفيات هما مدركات الحواس الثلاث على الترتيب‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست