responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 215

فصل في بيان عناية الله تعالى في خلق طبقات من الملائكة

لإصلاح حال الإنسان و تبليغه إلى غاية الكمال و الاتصال بالعقل الفعال إنه سيقرع سمعك باب من عنايته تعالى في إصلاح عباده بالأنبياء و إصلاح الأنبياء بالطبقة العليا من الملائكة و هدايتهم و تبليغ الوحي بها إليهم.

فاعلم الآن أن الملائكة ليسوا مقصورين في أفعالهم على ذلك القدر، بل الملائكة مع وفور عددها و كثرة ذواتها و ترتيب مراتبها تنحصر في ثلاث طبقات: الملائكة الأرضية و السماوية و هي المدبرات أمرا، و حملة العرش و هي الغايات في الحركات، و المعاشيق في الأشواق النفسانية و السابقات سبقا.

فانظر كيف وكلهم بك في انتظام حالك في جميع أمورك حتى فيما يرجع إلى غذائك، فإن كل جزء من أجزاء بدنك لا تغذي إلا بأن يوكل الله به سبعة من الملائكة هو أقل إلى عشر إلى مائة و إلى ما وراء ذلك.

و بيان ذلك أن معنى التغذي أن يقوم جزء من الغذاء مقام جزء قد تلف، و ذلك الغذاء يتغير تغيرات حتى يصير دما في آخر الأمر، ثم يصير لحما و عصبا.

ثم إن الغذاء جسم لا يتحرك و لا يتغير بأنفسها و مجرد الطبع لا يكفي في ترددها في أطوارها، كما أن البر بنفسه لا يصير طحينا ثم عجينا ثم خبزا مستديرا مطبوخا إلا بصناع، فكذلك لا يصير لحما و عظما و عرقا و عصبا إلا بصناع، و الصناع في الباطن هم الملائكة، كما أن الصناع في الظاهر هم أهل البلد، و أسبغ الله تعالى‌ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست