responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 200

الإدراكات و العلوم، إما على سبيل الورود التجددي، و إما على سبيل التذكر من المحفوظات في الحافظة.

و هذه الخواطر هي المحركات للإرادات، فإن النية و العزم و الإرادة بعد حضور المنوي بالبال.

فمبدأ الأفعال الخواطر، ثم الخاطر يحرك الرغبة و الرغبة تحرك العزم، و العزم يحرك النية و النية تحرك الأعضاء.

فإذا تمهدت هذه المقدمة نقول: إن الخواطر المحركة للرغبة في قلب الإنسان ينقسم إلى ما يدعو إلى الخير، أعني ما ينتفع في الدار الآخرة، و إلى ما يدعو إلى الشر و هو ما يضر في العاقبة. فهما خاطران مختلفان، فافتقرا إلى اسمين مختلفين.

فالخاطر المحمود يسمى إلهاما. و الخاطر المذموم وسواسا.

ثم إنك تعلم أن هذا الخاطر حادث، و كل حادث لا بد لإمكانه من سبب.

و مهما اختلفت المعلومات دل على اختلاف العلل.

و هذا مع قطع النظر عن الأبحاث البرهانية معروف في سنة الله تعالى و عادته في ترتب المسببات على الأسباب.

فمهما استنار مثلا حيطان البيت و أظلم سقفه و اسود بالدخان علمت أن سبب الاسوداد غير سبب الاستنارة، فحكمت بأن سبب الاستنارة نور النار و سبب الاستظلام ظلمة الدخان.

كذلك لأنوار القلب و ظلماته سببان مختلفان، فسبب الخواطر الداعية إلى الخير يسمى في عرف الشريعة" ملكا" و سبب الخاطر الداعي إلى الشر يسمى" شيطانا"، و اللطف الذي به يتهيأ القلب لقبول إلهام الملك يسمى" توفيقا" و الذي به يتهيأ لقبول وسواس الشيطان يسمى إغواء و خذلانا.

فإن المعاني المختلفة تحتاج إلى أسامي مختلفة.

و الملك في الشريعة عبارة عن خلق خلقه الله تعالى، شأنه إفاضة الخير و إفاضة العلم و كشف الحق و الوعد بالمعروف، و قد خلقه و سخره لذلك.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست