responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 198

سعادة الأبد. و للعقل جند إلهي هو العلم و الحكمة، و حقه أن يستعين بهذا الجند، لأنه ضرب الله على الجندين الأخيرين الملتحقين بحزب الشيطان الذي هو القوة الوهمية.

فإن من ترك الاستعانة به، كما هو حال أكثر الناس من أعداء الحكمة، فقد سلط على نفسه الغضب و الشهوة، فهلك يقينا و خسر خسرانا مبينا. و إني مدة عمري هذا- و قد بلغ إلي أربعين- ما رأيت أحدا من المعرضين عن تعلم الحكمة إلا و قد غلب عليه حب الدنيا و الرئاسة فيها و الإخلاد إلى الأرض، و قد صار عقله مسخر الشهوة في استنباط الحيل للوصول إلى المستلذات الجسمانية.

و الحاصل أنه لا يبعد من الصواب أن لو اعتقد أحد أنه يكون في هذا العالم الدنياوي مؤثران قادران نفسانيان خلقا بإيجاد الله تعالى إياهما بحسب العناية السابقة و القضاء الإلهي لأجل مصالح العباد و نظام العالم على الوجه الذي حققناه من بيان تعلق العلم السابق بالأشياء فيكون أحدهما خيرا يفعل الخير و يلهم العقول بفعل الطاعات و الخيرات، و الثاني شريرا يفعل الشر و يوسوس النفوس الوهمانية بفعل المعاصي و الشرور.

و قد روي عن رسول الله ص:" أن للشيطان لمة بابن آدم و للملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشرور و تكذيب بالحق، و أما لمة الملك فإيعاد بالخير و تصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله تعالى فليحمد الله تعالى، و من وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم." ثم قرأ: الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَ يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ.

فإن قلت: فكيف يتمثل الملك أو الشيطان لبعض الناس دون بعض، فإذا رأى صورة أحدهما فهو صورته الحقيقية أو هو مثال يتمثل به و إن كانت صورته الحقيقية فكيف يرى بصور مختلفة، و كيف يرى في وقت واحد في مكانين على صورتين؟

فاعلم أن الملك أو الشيطان لهما صورتان هما حقيقتا صورتهما، و لا يدرك صورتهما بالمشاهدة إلا بأنوار النبوة، فما رأى النبي ص جبرئيل في صورته إلا مرتين، و ذلك أنه (ع) سأله أن يرى نفسه على صورته فواعده ذلك بحرى، فطلع الجبرئيل فسد الأفق إلى المغرب. و رآه مرة أخرى على صورته ليلة المعراج عند سدرة المنتهى و قد

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست