responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 176

و اعلم أن الاستدلال على هذا المقصد أيضا كما في مقاصد هذه المقالة على ما وقعت إليه الإشارة إنما يتأتى بالنظر إلى الحركة.

فنقول حركة السماء دلت على أن لها نفسا ناطقة و هذه الدلالة حاصلة لها من جهتين: من جهة فاعل هذه الحركة، و من جهة غايتها و غرضها. و بيانها أنا نقول: هذه الحركة لما ثبت أنها إرادية فلها فاعل و غاية و كلاهما أمر عقلي.

أما غايتها فلأنها ليست حيوانية محضة، إذ لا نمو للسماء و لا تغذي، إذ لا كون لها من شي‌ء حتى يكون لها شهوة تزيد بحصول ما اشتهته شهوته، و لا فساد لها ليكون لها غضب يدفع به ما يزاحمه و يفسده. فلا يكون أغراض السماء شهوية و لا غضبية.

و الأغراض بما هي حيوانية لا تخرج عن هذين فلا يكون أغراض السماء حيوانية.

فلها مراد عقلي و إدراك كلي، فلا يخلو عن نفس ناطقة عقلية تدرك المراد العقلي بالتصور الكلي.

و أما كون فاعل هذه الحركة أمرا عقليا فلأنها غير منقطعة بل مستمرة إلى ما شاء الله تعالى فلا يصدر عن قوة جسمانية لأن القوى الجسمانية متناهية الأفاعيل و الانفعالات.

ففاعل هذه الحركة و المباشر لها نفس مجردة، إذ العقل الصرف لا يباشر تحريك الأجسام لأنه كامل بالفعل، و المحرك المزاول للحركة لا يخلو عن شوب قوة و شوق إلى كمال لم يكن حاصلا له في أصل الفطرة، فيكون نفسا لا عقلا.

لكنها لا يخلو عن مبدإ عقلي يستمد منه و يتشبه به و يشتاق إليه في تحريكاته التي هي عبادة ما ملكية.

فلنشرح ذلك توضيحا و تحقيقا.

فصل في أن محرك السماء لا يجوز أن يكون عقلا محضا

لا تقبل التغير، كما لا يجوز أن يكون طبعا محضا لأن الثابت على حالة واحدة لا يصدر منه إلا ثابت على حالة واحدة فيجوز مثلا أن يكون سكون الأرض مثلا عن علة ثابتة لأنه دائمة على حالة واحدة.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست