responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 173

لا يمكن دخول الحمل إلا بمفارقة الحوت بعد الوصول إليه، فيكون مفارقة الحوت سبب دخول الحمل، و يكون سبب الوصول إلى الحوت الانفصال مما قبله. و هكذا إلى ما شاء الله بأمره.

فينتهي الحوادث بعد تسلسل أسبابها الأرضية بالآخرة لا محالة إلى الحركة السماوية و لا يمكن أن يكون كذلك إلا حركة السماء، فحركتها سبب لحدوث الأشياء.

فلا سبب لحدوثها إلا أمر الله تعالى و إرادته.

و هذه الدقيقة لما لم يقف عليها جمهور العقلاء من الحكماء و المتكلمين تراهم مضطرين في بيان ربط الحادث بالقديم، و ذكروا وجوها غير سديدة مذكورة في الكتب لا يفي شي‌ء منها بدفع الإشكال بلزوم قدم الحادث أو حدوث القديم أو انفكاك المعلول عن العلة التامة، كارتكاب التسلسل في المتعاقبات، فإنه مع بطلانه (لنهوض البراهين من التطبيق و التضايف و الحيثيات و غيرها الجارية فيه كجريانها في تسلسل المجتمعات المترتبة) ليس مما يسمن و لا يغني شي‌ء، لبقاء التخلف المذكور بحاله.

و من أراد الإحاطة بكنه هذا المقام فليرجع إلى ما بسطنا فيه من الكلام و أوردنا فيه ما ألهمنا به على التمام. و نحن الآن بصدد أن وجود المركب في هذا العالم دل على الحركة المكانية و تلك الحركة دلت على اختلاف الجهتين لها و اختلاف الجهتين دل على وجود جسم كروي محيط بسائر الأجسام متحرك بحركة دورية مستمرة له مبدأ ذو قوة غير متناهية غير جسمانية و ينبعث عنها سائر القوى المحركة للأجسام الأكوانية المنقطعة الحركات، و ذلك الجسم هو السماء.

و كما أن الحركة دلت من حيث الجهة على وجود السماء كذلك تدل من أجل حدوثها أيضا على جسم إبداعي لازم الحركة المستديرة على الدوام، و هو مبدأ الحوادث الكونية و منتهى الإشارة الحسية و كعبة المآرب النشوية لذوي الحاجات النباتية و الحيوانية و الإنسانية و عرش استواء الرحمة الرحمانية.

فانظر كيف يؤدي التأمّل في حال الحركة الحادثة و كيفية ربطها بالأسباب إلى وجود شي‌ء دائم الحركة المستديرة بأمر مبدعه العليم القدير بدون مشاهدة السماء و دورانه.

فهذا النحو من البيان الدال على وجود قوة سرمدية غير متناه التحريك و التأثير و لا

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست