responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 171

سعة رحمته و جوده، فذاته بذاته فياض لم يزل و لا يزال، بلا منع و تقتير و بخل على جري مستمر و سنة واحدة.

و قد بين أن الإبداع- و هو تأييس شي‌ء عن ليس مطلق- أتم في الفاعلية من التكوين لمادة عارية تطلب باستعدادها كسوة الصورة و الإحداث في زمان حال تتعطل فيه القوة الفاعلية عن فعلها.

فنقول: حدوث الحادث إما من لوازم ذاته و ماهيته، أو من عوارضه الممكنة الانفكاك.

أما القسم الأول فلا لمية لثبوته لذلك الحادث إلا إرادة الحق الأول المتعلق بذات ذلك الشي‌ء بالجعل البسيط الإبداعي، كما أن كون الإنسان جوهرا ناطقا لا لمية له إلا تعلق فعل الحق به، على الوجه المذكور، أي إفادة نفس حقيقته لا بصيرورة ذاته جوهرا و ناطقا، إذ ذاتي الشي‌ء لا يعلل أصلا، و كل عرض معلل.

و أما القسم الثاني فلا بد له من سبب مخصص لحدوثه في وقته الذي يوجد فيه و ذلك السبب أيضا حادث معه. إذ لو كان موجودا من قبله فإنما لا يحدث معلوله هذا، لافتقار ذلك السبب إلى مزيد حالة أو شريطة يستعد بها لإيجابه ذلك الحادث. إذ لو كانت ذاته كافية لما انفك عنه الأثر، فإذن لا يحدث السبب- بما هو سبب- ما لم تحدث تلك الحالة الزائدة على ذاته. و السؤال في تلك الحالة لازم، فيفتقر إلى سبب آخر، و هكذا، فإما أن يتسلسل الأسباب إلى غير النهاية أو تنتهي إلى حادث يكون حدوثه ذاته، و ماهية به ينقطع السؤال عن لمية حدوثه. و ما يكون الحدوث و التجدد عين ذاته و ماهيته ليس إلا الحركة.

فمصحح حدوث الأكوان و الأحداث العنصرية هي الحركات، و ليست الحركات العنصرية و المستقيمة علة لذلك التصحيح، لأنها غير ضرورية الحصول لإمكان انقلابها إلى السكون.

فإن شيئا من الأجسام التي هي ذوات حركات مستقيمة ليس مما يلزمها الحركة لذاته من دون عارض، بل الحركة إنما طرأت عليه من أمر خارج عن طبيعتها، مفارق عنها.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست