responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 159

و أشير إلى الأول" السعيد سعيد في الأزل و الشقي شقي لم يزل." و كذا قول أمير المؤمنين ع" اعلموا علما يقينيا أن الله لم يجعل للعبد- و إن عظمت حيلته و قويت كيدته و اشتدت طلبته- أكثر مما سمى له في الذكر الحكيم".

و إلى الثاني" و يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ‌." فيكون تقرب العبد بالنوافل سببا لصفاء باطنه و ارتفاع الحجاب عن قلبه و حصوله في درجة القرب من ربه. و كل ذلك من لطفه و محبته الآثارية. و لا يفهم الفرق بين المحبة التي يجب تنزيه الله تعالى عنها و بين المحبة الخالية عن النقص إلا بمثال:

و هو أن الملك قد يقرب عبده من نفسه و يأذن له في كل وقت في حضور بساطه، لميل الملك إياه و رغبته له، إما لينصره بقربه أو ليستريح بمشاهدته أو ليستشيره في رأيه أو ليهيى‌ء أسباب شرابه و طعامه، فيقال، إن الملك يحبه. و معناه ميله إياه.

و هذه هي المحبة التي منشؤها قصور المحب عن الكمال الأتم، و الله مقدس عن نحوها. و قد يقرب عبدا و لا يمنعه من الدخول عليه لا للانتفاع و لاستيجاد بوجه، و لكن لكون العبد في نفسه موصوفا من الأخلاق المرضية و الخصال الحميدة بما يليق به أن يكون قريبا من حضرة الملوك، وافر الحظ من قربهم بحسب استحقاقه في نفسه، لا لكون الملك ذا غرض فيه و في قربه لاستغنائه عنه. فإذا رفع الحجاب بينه و بينه يقال قد أحبه. و إذا اكتسب من الخصال الحميدة ما اقتضى رفع الحجاب يقال قد وصل و حبب نفسه إلى الملك.

و هذا المعنى الثاني من المحبة يليق بالأول تعالى، لا المعنى الأول، بشرط أن لا يسبق إلى فهمك دخول تغير عليه تعالى عند تجدد القرب. فإن الحبيب هو القريب من- الله، و القرب من الله بالبعد من صفات البهائم و السباع و الشياطين و التخلق بمكارم الأخلاق التي هي الأخلاق الإلهية.

فهو قريب بالمعنى و الصفة لا بالمكان. و من لم يكن قريبا فصار قريبا فقد تغير، فربما يظن به أن القرب لما تجدد فقد تغير وصف العبد و الرب جميعا، و هو محال في‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست