responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 147

و كما أن ذات كل شي‌ء أليق الأشياء به و خير الأمور لديه، و أن ثبوت كل شي‌ء له فرع ثبوته لنفسه، فكذلك عشق ذاته مبدأ لعشق سائر الأشياء التي يليق به و يؤثر عنده.

فإنا لو لم نعشق ذواتنا لم نلتذ بشي‌ء و العشق هو الشعور بالكمال فشعور كل أحد بوجود ذاته أصل سعادته لأنه مبدأ للشعور بكل وجود و خير، كما عرفت.

فحكمته تعالى، التي هي إيجاد الموجودات على أحكم الوجوه و أصلحها، إنما تنتظم بالعشق الساري في جميع الذراري.

و جوده تعالى، فيضان الوجود منه على كل ما يقبله بقدر ما يقبله، من غير منع و بخل و تعويض، سواء كان جوهرا عينيا أو ثناء أو فرحا أو دعاء أو ضنينا.

و بالجملة، الجواد الحقيقي ما لا يكون إعطاؤه شيئا لأجل تحصيل أولوية تعود إلى ذاته، و إلا لم يكن إعطاؤه جودا، بل يكون في الحقيقة معاملة أو استعاضة، فلم يكن تاما في ذاته، لأنه حينئذ عادم كمال و يجبر بذلك نقصانه و قاصريته عن الكمال المطلق في حد ذاته.

فحيث يكون كمال بلا نقص و تمام بلا قصور و فعل بلا قوة كان فعله منبعثا عن ذاته و كرمه ناشئا عن حاق حقيقته غير معلل بغيره و لا مستند إلى ما سواه، فيكون فعله جودا حقيقيا.

و إذا دريت أن كل مختار يقصد أحد طرفي المقدور المتساويين بالنسبة إلى ذاته و قدرته فلا بد له من مرجح يجعل ذلك الطرف أولى له و أرجح عنده.

فالترجيح متقدم على إرادته، فيكون فاعليته مستفادة من غيره، فلم يكن ذاته بذاته معطيا، بل بغيره، فيكون ذا حاجة إلى غيره في صفة كمالية له، فلا يكون غنيا مطلقا.

فكل غني مطلق يجب أن يكون فعله أعلى من أن يكون بإرادة زائدة على ذاته، لامتناع أن يكون شي‌ء من الأشياء أشرف من ذاته حتى يكون داعيا له في فعله و باعثا له عليه بعد أن لم يكن ذاته كذلك، فليس ذاته غنيا من كل الوجوه.

فالحق الأول، كما أنه غني في ذاته لوجوب وجوده، فكذلك هو تعالى غني في فعله.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست