responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 144

فصل في سمعه و بصره‌

من ضروريات دين نبينا ص المعلومة بالقرآن و الحديث المتواتر و الإجماع أن الباري تعالى سميع بصير.

فاختلفوا في اندراجهما تحت مطلق العلم و رجوعهما إلى العلم بالمسموعات و المبصرات أو كونهما صفتين زائدتين على مطلق العلم.

فبعض المتكلمين كأشياخنا الإمامية، و منهم المحقق الطوسي قدس سره، و كالشيخ الأشعري و متابعيه وفاقا لجمهور الحكماء النافين لعلمه تعالى بالجزئيات على الوجه المخصوص أرجعهما إلى العلم.

فأولوا السمع إلى نفس العلم بالمسموعات و البصر إلى نفس العلم بالمبصرات.

و بعضهم جعلهما إدراكين حسيين، إما بناء على اعتقادهم التجسم أو مباشرة الأجسام في حقه، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

أو اعتقاد أن الإحساس في حقه تعالى لبراءته عن القصور تحصل بلا آلة و إن لم يحصل فينا لقصورنا إلا بآلة.

و لم يتفطنوا أن الإحساس هو نفس القصور في المدرك و المدرك جميعا كما سبق بيانه.

و الحاصل أن السمع و البصر عندهم إما مجرد الإحساس أو مطلق العلم بالمحسوسات.

و أنك بعد ما علمت أن مناط الجزئية إما الإحساس، و هو لا يحصل إلا بتأثر الآلة، و إما الشهود الإشراقي و هو لا ينافي التجرد عن الأجسام و التقدس عن المواد و تحققت أنه تعالى عالم بجميع الجزئيات على جزئيتها و ماديتها، و منها المسموعات من الحروف و الأصوات و المبصرات من الأجسام ذوات الأضواء و الألوان.

فاعلم و تحقق بأنه تعالى يعلم الأصوات و الألوان علما حضوريا إشراقيا و انكشافا

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست